في يوم السابع من أغسطس عام 1971، شهدت مدينة إيركوتسك في الاتحاد السوفيتي حادثة طائرة مأساوية أثرت بشدة على عالم الطيران. كانت الطائرة المتورطة في هذا الحادث تابعة لشركة أيروفلوت، وكانت في رحلة تمتد من مدينة أوديسا إلى إيركوتسك، ثم إلى فلاديفوستوك. تحمل الطائرة اسم “توبوليف تي يو 104″، وهي نوع من الطائرات المسرعة التي كانت تستخدم على نطاق واسع في ذلك الوقت.
وقعت الكارثة بعد لحظات قليلة من إقلاع الطائرة، حيث فقدت فجأة ارتفاعها وانحرفت عن مسارها المحدد، قبل أن تصطدم بقوة شديدة بسطح المدرج، مما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران في جميع أنحائها. وقد أسفر هذا الحادث الأليم عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، حيث بلغ عددهم مائة راكب بالإضافة إلى أفراد الطاقم، دون أن يتسبب في خسائر بشرية على الأرض.
بعد وقوع الحادث، باشرت السلطات التحقيقات لمعرفة أسباب هذا الحادث المأساوي. ورغم تعقيدات التحقيق، فإن الشكوك تراوحت بين عدة عوامل قد تكون سببا في الحادث، بما في ذلك أخطاء فنية في الطائرة أو أخطاء في عمليات الصيانة، ولكن لم يتم تحديد سبب محدد بشكل نهائي.
يظل حادث الطائرة في إيركوتسك عام 1971 من بين الحوادث الجوية الأكثر تأثيرا وألما في تاريخ الطيران السوفيتي، ويظل مصدرا للدروس والتحذيرات لصناعة الطيران حول العالم، حيث تسعى الشركات والسلطات الجوية دائما إلى تحسين سلامة الطيران وتقليل مخاطر الحوادث الجوية المحتملة.