حادث طائرة إمباير ستيت

في السابع والعشرين من يوليو عام 1945، تعرضت مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، لإحدى أكثر الحوادث الجوية صدمة ودموية في تاريخها، عندما اصطدمت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية بمبنى إمباير ستيت في وسط المدينة. الطائرة، التي كانت من طراز North American B-25D Bomber، كانت تقوم برحلة عسكرية تابعة لسلاح الجو الأمريكي.

تحديداً في تمام الساعة 9:49 صباحاً، تصادفت الطائرة بظروف جوية سيئة جداً، حيث كانت الضبابية الكثيفة تعم المنطقة، مما أدى إلى ارتباك الطيار الذي كان يحاول الهبوط في مطار نيوارك. الطيار، العقيد ويليام فرانكلين سميث الابن، أصيب بالارتباك والضلوع عن الطريق الصحيح، حيث كان معلوماً له أنه سيتوجب عليه الانتظار لمدة ثلاث ساعات قبل أن يتمكن من الهبوط في نيوارك. ومن أجل تجنب هذا الانتظار، قرر الطيار الهبوط في مطار لاغوارديا بدلاً من ذلك، مدعياً أن لديه مهمة رسمية هناك.

وبسبب هذا الارتباك والتسرع، فشل الطيار في التحكم في الطائرة بشكل صحيح، مما أدى إلى اصطدامها بالطابق 79 من برج إمباير ستيت، وخلقت الاصطدام ثقباً يبلغ عرضه 20 قدماً في الجدار. ونتيجة للحادث، تسرب الوقود من خزانات الطائرة المتضررة وأشعل النيران في الطوابق المجاورة، مما أسفر عن مصرع 10 أشخاص على الأقل في المبنى.

وقد غادر أحد المحركات الطائرة الجانب الجنوبي للبرج، وسقط في أحد الشقق العلوية، بينما اخترق المحرك الثاني فتحة المصعد، مما أدى إلى قطع حبال المصعد وسقوطه برفقة عامل المصعد لمسافة تقدر بنحو 1000 قدم في القبو السفلي للبرج. وعلى الرغم من تعرضها لكسور في الظهر والساقين، نجت المرأة التي كانت تعمل في المصعد بحياتها.

تعتبر هذه الحادثة واحدة من أكثر الحوادث الجوية صدمة في تاريخ الطيران المدني والعسكري على حد سواء، وقد أثارت صدمة واسعة في أوساط الجمهور والسلطات الأمريكية في ذلك الوقت، ولا تزال تظل حادثة يتذكرها الكثيرون حتى يومنا هذا كمثال على أهمية السلامة الجوية وأهمية تفادي القرارات الخاطئة في ظروف الطيران الصعبة.