في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1987، تعرضت طائرة من طراز بوينج B-747-244B، تابعة لشركة الطيران الجنوب أفريقية “South African Airways”، لحادث مروع أثناء رحلتها رقم 295، التي كانت تقوم بها من تايبيه في تايوان إلى موريشيوس في المحيط الهندي، ومن ثم إلى جوهانسبرج في جنوب أفريقيا.
وقد كانت الطائرة تقل 159 راكباً على متنها، لكن الحادث أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها، حيث لم يكن هناك ناجين بالإضافة إلى عدم وقوع أي خسائر بين الأرضية. وفي تمام الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي، وأثناء تواجدها فوق المحيط الهندي، قام طاقم الطائرة بالاتصال بمركز التحكم الجوي في موريشيوس للإبلاغ عن نشوب حريق وتصاعد دخان داخل الطائرة.
ثلاث دقائق بعد آخر تحاور، اختفت الطائرة فجأة وانقضت في البحر مسافة تبلغ حوالي 150 ميلاً شمال شرقي موريشيوس. وتبين لاحقاً أن الحريق نشأ في لوحة أمامية على الجانب الأيمن في حجرة الشحن العلوية، ولم يُعرف بالضبط مصدر هذا الحريق، لكن الاحتمالات تشير إلى أنه ربما (1) أدى إلى إعاقة الطاقم؛ (2) تسبب في اضطراب الطاقم بسبب الدخان الكثيف؛ (3) تسبب في تشتت انتباه الطاقم؛ (4) ضعف بنية الطائرة، مما أدى إلى انهيارها أثناء الرحلة؛ (5) أحرق الكابلات التحكمية؛ أو (6) تسبب في فقدان السيطرة بسبب تشوه هيكل الطائرة.
وقد أظهرت التحقيقات اللاحقة أن الحريق تسبب في إعاقة وتشتت الطاقم، وفقدان السيطرة على الطائرة، مما أدى في النهاية إلى تحطمها. وقد أحدث هذا الحادث صدمة كبيرة في صناعة الطيران، مما دفع إلى تشديد الإجراءات الأمنية والتفتيش الدقيق على الشحنات وإجراءات الوقاية من الحرائق على متن الطائرات.