في يوم الثاني من يناير عام 1947، شهدت السماء قرب لشبونة، البرتغال، حادثًا مروعًا أسفر عن خسائر فادحة لحياة الركاب وأحد أسطول شركة الطيران الفرنسية، “Air France”. كانت الرحلة المتأثرة بهذا الحادث متجهة من باريس إلى بوردو إلى لشبونة، حيث كان يجب أن تكون وجهتها النهائية. ومع ذلك، لم يكتمل الرحلة بشكل آمن كما كان مخططًا، بل انتهت بشكل مأساوي على جبل “سينترا” في البرتغال.
كانت الطائرة المتورطة في هذا الحادث من طراز “دوغلاس دي سي-3 سي” (Douglas DC-3C)، وكانت تحمل رقم التسجيل F-BAXQ، مما يعكس الهوية الفريدة للطائرة في أسطول شركة الطيران. وقد كانت الطائرة برحلة داخلية في طريقها إلى لشبونة بعد أن قامت بمراحل سابقة من الرحلة من باريس وبوردو.
مع وصول الطائرة إلى منطقة لشبونة، وجدت نفسها في ظروف جوية سيئة، حيث كان الطقس غير ملائم لعملية الهبوط الآمن. وفيما كانت تحاول الطائرة الهبوط، فقد فقدت السيطرة وانحرفت عن مسارها المخطط له، ما أدى إلى اصطدامها بجبل “سينترا”، الذي يقع على بعد مسافة قصيرة من المطار.
بينما كان على متن الطائرة 16 شخصًا، فإن هذا الحادث الأليم تسبب في وفاة 15 منهم، مما جعلها واحدة من أكثر الكوارث الجوية فتكًا في تلك الفترة. ومن الجدير بالذكر أنه لم يتأثر أي شخص على الأرض جراء هذا الحادث، إذ لم تكن هناك خسائر في الأرواح بين السكان أو المارة على الأرض.
تمثل هذه الكارثة تذكيرًا مؤلمًا بمدى تأثير الظروف الجوية السيئة على سلامة الرحلات الجوية، وتبرز أهمية اتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالهبوط في ظل تلك الظروف. ومع تطور تكنولوجيا الملاحة الجوية وتحسين إجراءات السلامة، يظل تحليل حوادث الطائرات السابقة مهمًا لتعزيز سلامة الطيران في المستقبل وتقليل حدوث المشاكل المماثلة.