في يوم السابع عشر من ديسمبر عام ١٩٣٦، ووسط السماء الزرقاء الواسعة فوق المحيط الأطلسي قبالة سواحل داكار في غرب أفريقيا الفرنسية، شهدت أحداثًا مأساوية تعكس حجم المخاطر التي كانت تواجه رحلات الطيران في تلك الفترة الزمنية البعيدة.
كانت الطائرة المتضررة هي “Latécoère 300″، وهي طائرة فرنسية تاريخية ذات محرك واحد صنعت خصيصًا لرحلات الطيران الطويلة. وقد كانت تابعة لشركة “Air France”، الاسم الذي كان يحمل الكثير من الأمان والاحترافية في ذلك الوقت.
في هذا الرحلة الفاخرة كانت على متنها طاقم مكون من أربعة أفراد، بالإضافة إلى الطيار الشهير جان ميرموز، الذي كان يُعتبر رمزًا للطيران الفرنسي في تلك الحقبة، وكان له العديد من الإنجازات البارزة في مجال الطيران.
وفي تمام الساعة ١٠:٤٧ صباحًا بتوقيت محلي، وفي وقت لاحق من الرحلة، تلقى مراقبو المرور الجوي رسالة استغاثة غامضة من الطيار ميرموز، حيث أفاد بأنهم قد قاموا بإيقاف المحرك الخلفي في الطائرة. وهذه الرسالة الأخيرة، التي جاءت بشكل غير متوقع، كانت بمثابة بداية نهاية مأساوية لهذه الرحلة.
بعد ذلك، فقدت الطائرة Latécoère 300 تمامًا، ولم يتم العثور عليها أبدًا، مما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول ما حدث بالضبط وعن مكان تواجدهم الحالي. وبالرغم من إجراء عمليات بحث شاملة، فإن الطائرة وطاقمها لم يُعثر عليهم حتى الآن.
ومن بين طاقم الطائرة، فقد فقدنا بشكل خاص الطيار جان ميرموز، الذي كان يُعتبر من بين أبرز رموز الطيران في ذلك الوقت. رحيله كان صدمة للعالم، وكان له تأثير كبير على صناعة الطيران في فرنسا وعلى الصعيد الدولي.
تبقى هذه الحادثة من أكثر الألغاز والأسرار التي لم يتم حلها في تاريخ الطيران، وهي تذكير مؤلم بأن خطر الطيران قد يكون حاضرًا في أي لحظة، حتى بالنسبة لأكثر الطيارين والطائرات خبرةً واحترافية.