في رواية “تعرض فجائي”، الجزء الثالث من سلسلة “ألغاز جيل سميث” للكاتبة سوزان دانلاب، يتم خلق لوحة غامضة ومليئة بالتفاصيل الدقيقة التي تأسر القارئ وتأخذه في رحلة مثيرة ومليئة بالأحداث المفاجئة.
تستند القصة إلى شخصية المحققة جيل سميث، التي تم تجريدها من رتبتها كمحققة في الشرطة بقرار من رؤسائها، مما يضطرها للعودة إلى الخدمة الشرطية العادية والعمل في دوريات الشوارع. يبدأ الصراع الرئيسي لجيل عندما تُكلَّف بمهمة غير عادية، وهي محاولة وقف مظاهرات العاريين الذين يركضون في تلال بيركلي، احتجاجًا على قرار المدينة الأخير ضد العري العلني.
في محاولتها لاعتقال أحد المحتجين، تتورط جيل في لقاء مع برين وايلي، البطلة السابقة في الغطس الأولمبي وصاحبة نادي صحي مزدهر في الحي. يثير لقاءها مع برين تساؤلات جديدة وتشعل اهتمامها، خاصةً عندما تتلقى بلاغًا فجائيًا بتخريب في نادي برين. يُشتبه أن الجاني هو سام جونسون، الناشط الستينيات المتشدد، الذي يحمل لحق جيل عداءًا منذ سنوات.
يزداد التوتر عندما يتم إطلاق النار على أحد الأشخاص عن كثب، وهو ما يجعل جيل تدرك أنها الآن تتعامل مع جريمة قتل. هذا يأتي بعد تراجع موقفها في العمل، مما يجعلها تواجه التحدي الجديد ببُعد نفسي ومهني. يجب عليها الآن البحث عن القاتل، الذي قد يكون مليئًا بالمرارة والاحتراق، تمامًا كما تشعر نفسها في بعض الأحيان.
تتميز الرواية بقدرتها على رسم صورة واقعية للشخصيات والأحداث، مع التفاصيل الدقيقة التي تُلقي بظلال على عوالم مختلفة. يظهر ستايل الكتابة السلس لسوزان دانلاب في إيصال الأحداث والتطورات بشكل مثير ومثير، مما يجعل القارئ ينغمس بشكل كامل في عالم الجريمة والتحقيقات.
من خلال هذه الرواية، تقدم دانلاب للقارئ رحلة حافلة بالألغاز والتشويق، مع تطورات درامية غير متوقعة وشخصيات ثرية بالتعقيد. “تعرض فجائي” تجمع بين عناصر الجريمة والغموض ببراعة، مما يجعلها قطعة أدبية فريدة وقيمة في ساحة الأدب البوليسي والغموض.