في كتاب “الجذور التاريخية للمسألة الطائفية اللبنانية 1697-1861” الذي كتبه المؤرخ مسعود ضاهر، يعيد الكاتب إلى الأذهان أهمية الوثائق كأداة حيوية لفهم التطور التاريخي لأي مجتمع، خاصة عند التعامل مع مناطق المشرق العربي. إن توثيق الأحداث والتفاصيل التاريخية يعتبر جزءًا حيويًا من تفسير السياق الاجتماعي والثقافي لهذه المناطق.
تبرز أهمية استخدام الوثائق في دراسة التاريخ اللبناني، خاصة وأن تاريخ تلك البلاد قد تعرض للتشويه المتعمد، سواء من قبل المستشرقين أو من قبل مزوري التاريخ الطائفيين اللبنانيين. يعكس الكتاب الجهود المتواصلة لتصحيح هذا التشويه وتقديم رؤية تاريخية موضوعية ونقدية.
مساهمة مسعود ضاهر في هذا الكتاب تتجلى في استعراضه للوثائق التاريخية التي ترجمت إلى سرد تاريخي دقيق وموضوعي للفترة الممتدة من عام 1697 إلى 1861. يقدم الكتاب تحليلاً مفصلاً للأحداث والتطورات الاجتماعية والسياسية التي شكلت خلفية المشهد الطائفي في لبنان.
تتمحور الدراسة حول استعراض وتحليل الوثائق التي لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل الهوية اللبنانية وتطور المسألة الطائفية في الفترة المذكورة. وبفحص أكثر من 534 صفحة، يقدم الكتاب نظرة شاملة تشكل تحليلًا استثنائيًا للحقبة الزمنية المدروسة.
صدر الكتاب عن دار الفارابي للنشر والتوزيع في عام 2009، ويتميز بغلاف ورقي يعكس جودة المحتوى الداخلي. يندرج الكتاب تحت فئة “التاريخ والجغرافيا”، تحت تصنيف “الدراسات التاريخية”.
في النهاية، يظهر هذا العمل كمرجع مهم يساهم في تصحيح التفاهمات والتشويهات التاريخية، ويقدم رؤية ثاقبة للتاريخ اللبناني وتأثيراته على تكوين المجتمع الطائفي.