جدري الماء: أعراضه وطرق علاجه والوقاية منه
يُعد مرض جدري الماء من الأمراض الفيروسية المعدية الشائعة التي تصيب الأطفال عادةً، لكنه قد يصيب البالغين أيضاً في بعض الحالات. على الرغم من أن جدري الماء يُعتبر مرضاً شائعاً في مرحلة الطفولة، فإنه يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو البالغين. يسبب جدري الماء فيروس يُسمى فيروس “جدري الماء والحزام الناري” (Varicella-Zoster virus)، ويتسم بظهور الطفح الجلدي الذي يصاحبه حكة شديدة، فضلاً عن الأعراض الأخرى التي تشمل الحمى والإرهاق.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أعراض مرض جدري الماء، طرق علاجه المختلفة، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.
أعراض مرض جدري الماء
تبدأ أعراض جدري الماء عادةً بعد فترة حضانة تتراوح من 10 إلى 21 يوماً بعد التعرض للفيروس. تختلف أعراض المرض من شخص لآخر وقد تتراوح بين الخفيفة والشديدة. في البداية، قد يشعر الشخص بالإعياء والحمى، يلي ذلك ظهور الطفح الجلدي المميز.
الحمى والإرهاق
أحد الأعراض الأولى التي تظهر عادةً في بداية الإصابة بجدري الماء هو الحمى، التي قد تصل إلى درجات مرتفعة تتجاوز 39 درجة مئوية. يصاحب الحمى شعور عام بالإرهاق والتعب، وقد يعاني الطفل أو البالغ المصاب من ضعف عام في الجسم.
الطفح الجلدي
الطفح الجلدي هو العرض الأكثر تميزاً لمرض جدري الماء. يبدأ الطفح كحبوب صغيرة حمراء، والتي تتحول تدريجياً إلى بثور مليئة بالسائل. تظهر هذه البثور أولاً على الوجه، ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الجذع والأطراف والفم والأعضاء التناسلية. في غضون 24 إلى 48 ساعة، يتغير شكل البثور لتصبح قشور جافة، وقد يتسبب في ظهور ندوب إذا تم خدشها.
الحكة
من الأعراض المزعجة لجدري الماء هي الحكة الشديدة التي تصاحب الطفح الجلدي. هذه الحكة قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، مما يزيد من إحساس الانزعاج لدى المريض.
الأعراض الأخرى
بالإضافة إلى الحمى والطفح الجلدي، قد يعاني المرضى من أعراض أخرى مثل الصداع، وفقدان الشهية، وألم العضلات، والغثيان في بعض الحالات. يمكن أن تستمر الأعراض من 5 إلى 10 أيام في المتوسط، مع احتمال استمرار الحكة لفترة أطول.
طرق علاج جدري الماء
على الرغم من أن جدري الماء عادة ما يختفي من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج طبي خاص، إلا أن هناك بعض الإجراءات والعلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتقليل من احتمال حدوث مضاعفات.
العلاج المنزلي للأعراض
-
مراهم مضادة للحكة: استخدام المراهم التي تحتوي على مادة “كالامين” قد يساعد في تهدئة الحكة المزعجة، ويمكن تطبيقها مباشرة على الطفح الجلدي.
-
الحمام البارد: يمكن أن يساعد أخذ حمام بارد أو إضافة بيكربونات الصودا إلى الماء في تخفيف الحكة وتقليل التورم الناتج عن الطفح الجلدي.
-
الأدوية المسكنة للألم: يمكن استخدام الأدوية التي تحتوي على “الباراسيتامول” (مثل البنادول) لتخفيف الحمى والألم الخفيف. يجب تجنب استخدام الأدوية التي تحتوي على “الأسبرين” في حالات جدري الماء، حيث يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة تعرف بـ”متلازمة راي”.
-
الراحة وتناول السوائل: من الضروري الراحة التامة أثناء الإصابة بجدري الماء، إلى جانب تناول كميات وفيرة من السوائل للحفاظ على الترطيب، خاصة في حالة الحمى.
الأدوية المضادة للفيروسات
في بعض الحالات، خاصةً عند الأطفال أو البالغين الذين يعانون من مضاعفات أو لديهم جهاز مناعي ضعيف، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات مثل “أسيكلوفير” (Acyclovir). تعمل هذه الأدوية على تقليل شدة الأعراض وتقليل مدة المرض، لكن يُفضل استخدامها في مرحلة مبكرة من ظهور المرض.
مضاعفات مرض جدري الماء
على الرغم من أن جدري الماء غالباً ما يُعتبر مرضاً خفيفاً لدى الأطفال الأصحاء، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، خاصةً إذا تم إهمال العلاج أو إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة.
العدوى البكتيرية الثانوية
قد يؤدي خدش البثور إلى إصابتها بعدوى بكتيرية ثانوية، مما يسبب التهاباً في الجلد أو تقيحاً في المناطق المصابة. في بعض الحالات، قد تنتقل هذه العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأذن أو الرئتين.
التهاب الدماغ
من المضاعفات النادرة التي قد تحدث بسبب جدري الماء هو التهاب الدماغ، الذي يمكن أن يسبب أعراضاً مثل التشنجات أو فقدان الوعي. يحتاج هذا النوع من المضاعفات إلى علاج طبي عاجل.
مشاكل في الجهاز التنفسي
يمكن أن يتسبب جدري الماء في مشاكل تنفسية، خاصةً إذا أصيب الشخص بالتهاب رئوي نتيجة العدوى الفيروسية. ويزداد هذا الخطر لدى الأشخاص البالغين أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
مضاعفات لدى البالغين
بالنسبة للبالغين الذين يصابون بجدري الماء، قد يكون المرض أكثر شدة، مع خطر أكبر للإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئتين. كما أن البالغين الذين لم يصابوا بالمرض في طفولتهم يمكن أن يواجهوا مشاكل صحية أكبر مقارنة بالأطفال.
طرق الوقاية من مرض جدري الماء
أفضل وسيلة للوقاية من مرض جدري الماء هي اللقاح. يعد لقاح جدري الماء أحد اللقاحات الفعالة والآمنة التي تساعد في الحماية من الإصابة بالمرض.
اللقاح
لقاح جدري الماء يُعتبر وسيلة الوقاية الأكثر فعالية ضد هذا المرض. يُنصح بإعطاء الأطفال اللقاح في عمر 12 إلى 15 شهراً، مع جرعة معززة في سن 4 إلى 6 سنوات. يمكن إعطاء اللقاح في حالات أخرى للأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض من قبل ولم يتلقوا اللقاح.
العزل والحجر الصحي
في حال ظهور أعراض جدري الماء على الشخص، يُنصح بعزله عن الآخرين لتقليل فرصة انتقال العدوى، خاصةً للذين لم يتلقوا اللقاح أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. يجب على المريض البقاء في المنزل حتى يختفي الطفح الجلدي تماماً.
الحماية للأشخاص المعرضين للخطر
يجب على النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف المناعة أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإعطاء جرعة من الأجسام المضادة للفيروس للأشخاص المعرضين للخطر بعد التعرض لجدري الماء.
الخلاصة
جدري الماء هو مرض فيروسي يمكن أن يكون خفيفاً في أغلب الأحيان، ولكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات. أعراض المرض تتضمن الحمى، الطفح الجلدي المميز، والحكة الشديدة. على الرغم من أن العلاج في معظم الحالات يقتصر على تخفيف الأعراض، إلا أن هناك أدوية مضادة للفيروسات يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات. الوقاية من المرض تعتمد بشكل رئيسي على اللقاح، بالإضافة إلى التدابير الوقائية مثل العزل والحجر الصحي.
