يتبوأ القمر الصناعي “تيانتونغ-1-03” مكانته في الفضاء الخارجي، حاملاً راية الصين ومهمته تعزيز الاتصالات عبر المجالات الواسعة للمملكة الشعبية. يعتبر هذا القمر جزءًا لا يتجزأ من مبادرات الصين في مجال الفضاء، حيث يجسد التقدم التكنولوجي المتسارع الذي تشهده الدولة في مجال الاتصالات الفضائية.
يعود تاريخ إطلاق “تيانتونغ-1-03” إلى الـ 19 من يناير 2021، حيث شهدت منصة إطلاق مركز الفضاء بسيتشانغ للأقمار الصناعية لحظة تألق لصاروخ “Long March 3B”، الذي أطلق القمر بنجاح إلى مداره. ويعتبر هذا القمر إضافة قيمة لسجلات المملكة الشعبية، حيث يقامر بالمكانة العالية في مدار تواجده، وهو المدار الجيوسنكروني (GEO) عند خط طول 81.43 درجة، والتي تجعله في قلب العمليات الاتصالية للدولة.
تم تصميم “تيانتونغ-1-03” خصيصًا لخدمة الحكومة الصينية، مما يبرز دوره الاستراتيجي في توفير الاتصالات للقطاع العام وتيسير التواصل بين مختلف الجهات الحكومية في البلاد. ورغم أن الغرض التفصيلي للقمر لم يُكشف عنه، إلا أن من الواضح أن الهدف الرئيسي لهو تحقيق تغطية اتصالات فعّالة وموثوقة على نطاق واسع.
تتمتع هذه البنية الفضائية بمواصفات فنية تشهدها الصناعة، حيث يبلغ وزنها عند الإطلاق حوالي 4600 كيلوغرام، وتندرج في فئة مدارات GEO، وتحمل تحديدات محددة بخصوص مدارها وميلها، مما يضمن استقرارها وكفاءتها في تقديم الخدمات الاتصالية المطلوبة.
من المتوقع أن يكون عمر خدمة “تيانتونغ-1-03” مدته حوالي 15 عامًا، مما يعكس التصميم القوي والموثوق به لهذا القمر الصناعي. ورغم أن القمر تم تصنيعه من قبل “China Academy of Space Technology (CAST)”، إلا أن الاستفادة منه وإدارته تقع تحت مسؤولية “China Telecom”، الشركة الرائدة في مجال الاتصالات بالصين.
في الختام، يبرز دور “تيانتونغ-1-03” كواحد من روافد النجاح في مسار الصين نحو التطور التكنولوجي، حيث يقف كشاهد حي على الطموحات الفضائية للدولة وتفانيها في تطوير واستخدام التكنولوجيا الفضائية لمصلحة شعبها وتقدمها الوطني.