أمراض الجهاز الهضمي

جرثومة المعدة الحلزونية وأعراضها

جرثومة المعدة الحلزونية: تعريفها وأعراضها بالتفصيل

جرثومة المعدة الحلزونية، المعروفة علمياً باسم Helicobacter pylori، تعد واحدة من أكثر الجراثيم انتشارًا في الجهاز الهضمي للإنسان. هذه البكتيريا حلزونية الشكل تسكن بطانة المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتعتبر السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض المعدية المزمنة التي تؤثر على الجهاز الهضمي. تكتسب هذه الجرثومة أهمية طبية كبيرة بسبب ارتباطها بالتهاب المعدة، القرحة الهضمية، وبعض حالات سرطان المعدة.

خصائص جرثومة المعدة الحلزونية

تتميز جرثومة المعدة بقدرتها الفريدة على العيش في بيئة شديدة الحموضة، مثل حمض المعدة، بفضل إنتاجها لإنزيم يسمى urease، الذي يحول اليوريا إلى أمونيا، مما يساعد على تحييد الحمض المحيط بها. هذه القدرة تسمح لها بالاستقرار والالتصاق بطبقة المخاط الواقية لبطانة المعدة، مما يمكنها من التسبب في الضرر وتهييج الأنسجة المجاورة.

طرق انتقال جرثومة المعدة الحلزونية

ينتقل العدوى بهذه الجرثومة غالباً عبر الفم، سواء عن طريق الطعام أو الماء الملوثين أو من خلال الاتصال المباشر مع إفرازات شخص مصاب. ينتشر بشكل أكبر في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة، ويزداد معدل الإصابة مع تقدم العمر. تكثر العدوى في المجتمعات ذات الكثافة السكانية العالية وضعف خدمات النظافة.


أعراض جرثومة المعدة الحلزونية

على الرغم من أن بعض الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة لا يظهرون عليهم أي أعراض واضحة، إلا أن العدوى قد تتطور لتسبب مجموعة متنوعة من الأعراض والمضاعفات التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.

1. الألم أو الانزعاج في منطقة البطن

يعد الألم البطني، وخاصة في الجزء العلوي من البطن (منطقة ما فوق السرة)، من الأعراض الأكثر شيوعًا. يكون الألم غالباً على شكل إحساس بالحرقان أو الضغط، ويزداد في بعض الأحيان بعد الأكل أو عند الجوع.

2. الغثيان والقيء

تعاني بعض الحالات من الشعور بالغثيان المتكرر، وقد يصل الأمر إلى التقيؤ. في بعض الحالات الشديدة، قد يكون القيء مصحوباً بدم، مما يدل على حدوث قرحة أو نزيف في المعدة.

3. فقدان الشهية وفقدان الوزن

تتسبب العدوى في تغيرات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى فقدان الشهية، مما قد يسبب نقصاً ملحوظاً في الوزن مع مرور الوقت.

4. الانتفاخ والغازات

يواجه المصابون بالعدوى شعورًا مستمرًا بالانتفاخ والامتلاء بعد تناول الطعام، نتيجة لتغيرات في حركة الجهاز الهضمي واحتباس الغازات.

5. التجشؤ المتكرر

يعد التجشؤ عرضًا شائعًا ناتجًا عن اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسببها جرثومة المعدة، خصوصًا في الحالات المزمنة.

6. الشعور بالتعب والإرهاق العام

تؤثر الالتهابات المزمنة التي تحدثها الجرثومة على حالة الجسم العامة، مما يسبب شعورًا بالإرهاق والتعب المستمر.


مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية

تتجاوز خطورة الإصابة بجرثومة المعدة كونها مجرد أعراض مزعجة، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها:

  • التهاب المعدة المزمن: التهاب بطانة المعدة نتيجة استجابة الجسم للجرثومة، مما يؤدي إلى تلف أنسجة المعدة.

  • القرحة الهضمية: تحدث عندما تتلف طبقة المخاط التي تحمي المعدة أو الأمعاء، مما يسمح لحمض المعدة بالتسبب في تقرحات مؤلمة.

  • سرطان المعدة: ثبت علمياً أن العدوى المزمنة بجرثومة المعدة تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، خاصة سرطان الغدد الليمفاوية المعدية (MALT lymphoma).


التشخيص الطبي لجرثومة المعدة الحلزونية

تتعدد الطرق المستخدمة لتشخيص العدوى بهذه الجرثومة، وتتراوح بين الفحوصات غير الغازية والفحوصات التي تتطلب تدخلًا بسيطًا، ومنها:

  • اختبار التنفس باليوريا: يعتمد على تناول مادة تحتوي على اليوريا، ثم قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون في التنفس بعد تفاعلها مع الإنزيم الذي تنتجه الجرثومة.

  • تحاليل الدم: للكشف عن الأجسام المضادة ضد الجرثومة.

  • اختبار البراز: للكشف عن وجود مضادات الجرثومة في البراز.

  • التنظير الهضمي: يتم في الحالات التي تتطلب رؤية مباشرة للمعدة وأخذ خزعة لتأكيد التشخيص.


العلاج الطبي لعدوى جرثومة المعدة الحلزونية

يعتمد العلاج على استخدام مزيج من المضادات الحيوية مع أدوية تقلل من حموضة المعدة لتعزيز الشفاء وتقليل الالتهاب، وتعرف هذه الخطة بعلاج “المجموعة الثلاثية” أو “المجموعة الرباعية” حسب الحالات. وتتضمن العلاجات الشائعة:

  • مضادات حيوية مثل كلاريثروميسين، أموكسيسيلين، أو ميترونيدازول.

  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل أوميبرازول أو إيزوميبرازول لتقليل إنتاج حمض المعدة.

  • في بعض الحالات، تضاف أدوية تقلل من الالتهاب أو تساعد على حماية بطانة المعدة.


الوقاية من جرثومة المعدة الحلزونية

تتمثل الوقاية أساساً في اتباع أساليب النظافة الشخصية العامة وتحسين الظروف الصحية، مثل:

  • شرب الماء النظيف والمفلتر.

  • غسل اليدين جيداً قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض.

  • تجنب مشاركة أدوات الطعام مع الآخرين.

  • طهي الطعام جيدًا وعدم تناول الأطعمة النيئة أو غير النظيفة.


جدول يوضح الأعراض والمضاعفات المتعلقة بجرثومة المعدة الحلزونية

الفئة الأعراض الرئيسية المضاعفات المحتملة
الأعراض الشائعة ألم في البطن، غثيان، قيء، انتفاخ التهاب المعدة، فقدان الشهية
الأعراض المتقدمة نزيف معدي، فقدان وزن، إرهاق القرحة الهضمية، سرطان المعدة
الأعراض المزمنة تجشؤ متكرر، شعور بالامتلاء التهاب مزمن، سرطان الغدد الليمفاوية

تتطلب الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية اهتمامًا طبيًا خاصًا، إذ لا يجب إهمال الأعراض مهما كانت بسيطة، خاصة مع استمرارها لفترة طويلة. العلاج المناسب والوقاية الفعالة يمكن أن يقللا بشكل كبير من الأضرار التي قد تلحق بالجهاز الهضمي، ويحافظان على صحة المعدة وسلامة الجهاز الهضمي بشكل عام.


المصادر

  1. World Health Organization (WHO). Helicobacter pylori. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/helicobacter-pylori

  2. Mayo Clinic. Helicobacter pylori infection. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/h-pylori/symptoms-causes/syc-20356171