منوعات عن الطبيعة

أنواع وأشكال حجر النيزك

أنواع وأشكال حجر النيزك

يعتبر حجر النيزك واحدًا من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للاهتمام، فهو جسم فضائي يدخل إلى الغلاف الجوي للأرض، وقد ينفجر أو ينقض على سطحها ليترك وراءه آثارًا تثير فضول العلماء والمستكشفين على حد سواء. تختلف أنواع وأشكال النيازك بشكل كبير بحسب تركيبها، مصدرها، وطريقة وصولها إلى الأرض، ما يجعلها موضوعًا غنيًا للبحث والدراسة في مجالات علوم الفضاء، الجيولوجيا، وعلم الفلك.

تاريخياً، لم يكن الناس على دراية بحقيقة أن هذه الصخور التي تنزل من السماء هي نيازك، فكانت تفسر على أنها علامات إلهية أو ظواهر خارقة للطبيعة. لكن مع تطور العلوم الطبيعية، بدأ العلماء في دراسة هذه النيازك ووضع تصنيفات لها بناءً على خصائصها الفيزيائية والكيميائية، مما أدى إلى فهم أعمق لهذه الأجسام السماوية.

أصل حجر النيزك

قبل الحديث عن أنواع النيازك وأشكالها، لابد من التطرق إلى مفهوم حجر النيزك وأصله. النيزك هو جسم صلب، يتكون أساسًا من معادن وأملاح وسوائل غازية، يتكون في الفضاء الخارجي، وينشأ عادة من الكويكبات أو المذنبات. عند دخوله الغلاف الجوي للأرض، يصطدم بالهواء ويتعرض لدرجات حرارة عالية قد تؤدي إلى احتراقه جزئيًا أو تدميره كليًا. في حال استطاع النيزك البقاء سليمًا خلال عملية الاحتراق هذه ووصل إلى الأرض، يُسمى “حجر نيزك”.

يتنوع النيزك في شكله وحجمه، فهناك نيازك صغيرة جدًا يمكن أن تكون بحجم حبة الرمل، وهناك نيازك ضخمة يصل حجم بعضها إلى عدة أطنان.

أنواع النيازك

النيازك يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية، حسب تركيبها الكيميائي والمعادن المكونة لها:

  1. النيازك الحديدية

    • التركيب الكيميائي: يتكون هذا النوع من النيازك أساسًا من الحديد والنيكل، بنسبة كبيرة، حيث يتكون نحو 90% من مكوناتها من الحديد. لذلك، تتميز النيازك الحديدية بصلابتها الشديدة وكثافتها العالية.

    • المميزات: تُعرف النيازك الحديدية بمظهرها المعدني اللامع، ويكون سطحها غالبًا لامعًا وسلسًا، ويمكن أن تكون لها قشرة دائرية أو مسطحة حسب كيفية احتكاكها بالغلاف الجوي.

    • المثال الشهير: نيزك “هوبا” في ناميبيا، الذي يُعتبر أكبر نيزك حديدي مكتشف في العالم.

  2. النيازك الصخرية

    • التركيب الكيميائي: يتكون هذا النوع من النيازك بشكل رئيسي من معادن صخرية، مثل الأوليفين، والبيروكسين، بالإضافة إلى كميات صغيرة من الحديد.

    • المميزات: تتميز النيازك الصخرية بكونها أخف وزنًا من النيازك الحديدية، ويظهر سطحها عادة بشكل خشبي أو خشن. تحتوي هذه النيازك على الكثير من الشوائب والأحجار الصغيرة.

    • المثال الشهير: نيزك “مورشيسون” الذي سقط في أستراليا عام 1969، وهو نيزك صخري يحمل آثارًا من المواد العضوية التي يعتقد العلماء أنها قد تكون قد ساعدت في تكوين الحياة على الأرض.

  3. النيازك الحِجَرِيَّة (المختلطة)

    • التركيب الكيميائي: هذا النوع من النيازك يحتوي على مزيج من المعادن الحديدية والصخرية، ويتميز بمحتواه الغني بالمعادن الأخرى مثل الكوندريت.

    • المميزات: تتسم النيازك الحِجَرِيَّة بأنها أكثر تنوعًا من حيث التركيب، فهي تحتوي على معادن مختلفة تعكس تنوع البيئة التي نشأت فيها. وتتميز بخفتها مقارنة بالحديدية.

    • المثال الشهير: نيزك “البازالتي” الذي يحتوي على معادن متشابكة بين الحديد والصخور.

أشكال حجر النيزك

عند دخول النيزك إلى الغلاف الجوي للأرض، يمر بعدة مراحل تؤثر في شكله النهائي عند الوصول إلى سطح الأرض:

  1. النيزك الكروي:

    • يشكل هذا النوع من النيازك كرة أو شكلًا دائريًا عند دخول الغلاف الجوي، وهو أكثر أنواع النيازك شهرة. نتيجة للاحتكاك مع الهواء، يشتعل النيزك ويتلاشى جزئيًا، مما قد يؤدي إلى تكوين قشرة سوداء حوله، ومعظم الأجسام النيزكية التي تكون على هذا الشكل تكون ذات أبعاد صغيرة إلى متوسطة.

  2. النيزك الشظي:

    • في بعض الأحيان، يتفتت النيزك إلى قطع صغيرة أثناء مروره عبر الغلاف الجوي بسبب الاحتكاك القوي، فتظهر هذه الأجسام النيزكية على شكل شظايا صغيرة متناثرة، بعضها يكون محاطًا بطبقة من الرماد أو الحطام.

  3. النيزك الأسطواني:

    • نيزك آخر يتميز بشكله الأسطواني أو اللفائفي، الذي قد ينتج من عملية احتراق غير منتظمة خلال مروره عبر طبقات الغلاف الجوي.

  4. النيزك الكتلي أو الضخم:

    • يمكن لبعض النيازك أن تدخل الأرض بحجم ضخم، وعندما تكون هذه الأجسام أكبر حجمًا، فإنها تحتفظ في بعض الأحيان بجزء كبير من شكلها الأصلي. قد تظل هذه الأجسام صلبة حتى وصولها إلى الأرض، مما يجعلها أحيانًا تشكل حفرة كبيرة في الأرض.

خصائص النيزك من حيث السرعة والاحتكاك

عند دخول النيزك إلى الغلاف الجوي، يكون في حركة سريعة للغاية، حيث تتراوح سرعته بين 11 إلى 72 كيلومترًا في الثانية. مع هذه السرعة الهائلة، يبدأ النيزك في الاحتكاك مع الهواء، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطحه. هذا الاحتكاك يولد إشعاعًا حراريًا قد يصل إلى آلاف الدرجات المئوية. نتيجة لهذه الحرارة الشديدة، يتحول النيزك إلى كرة نارية ساطعة قبل أن ينفجر أو يصل إلى الأرض.

تأثيرات سقوط النيزك على سطح الأرض

تسقط النيازك على الأرض بشكل غير منتظم في مناطق مختلفة من الكوكب. بعض النيازك صغيرة جدًا بحيث لا تتسبب في أي ضرر ملحوظ عند اصطدامها بالأرض، ولكن هناك حالات نادرة لسقوط نيازك ضخمة قد تترك حفرة ضخمة في سطح الأرض. من أشهر الحفر التي تمثل تأثير سقوط النيازك هي حفرة “تشكسولوب” في المكسيك، التي يعتقد العلماء أنها سبب في انقراض الديناصورات.

الخاتمة

تعد النيازك من الأجسام السماوية التي تحمل الكثير من الألغاز والمعرفة حول كيفية تشكل الكون ونشوء كواكب المجموعة الشمسية. بالنظر إلى اختلافات الأنواع والأشكال التي يمكن أن تكون عليها النيازك، فإنها توفر نافذة قيمة لفهم التاريخ الجيولوجي للأرض، وتساعد في الإجابة على العديد من الأسئلة المتعلقة بتكوين الكون.