خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تمثلت عملية “تمرين النمر” (Exercise Tiger) في أحداث مأساوية ومهمة في تاريخ الحرب البحرية الأمريكية. تم تنفيذ هذا التمرين التدريبي بين 22 إلى 28 أبريل 1944 في ساحل ديفون بإنجلترا، وكان الهدف منها تجربة الإجراءات البحرية والعسكرية الخاصة بالهجوم على شواطئ نورماندي في فرنسا، استعدادًا للعملية العسكرية الأكبر المعروفة باسم “الإنزال في نورماندي” (D-Day).
تمثلت العملية في تجميع قوات عسكرية كبيرة من القوات الأمريكية والبريطانية والكندية والأسترالية، وتم توجيهها لتنفيذ تمرينات عسكرية واقعية على السواحل البريطانية. ومع أن التمرين كان يهدف لتحسين التنسيق والتدريب العسكري، إلا أنه تحول بسرعة إلى كارثة.
في الواقع، تعرضت قوات التمرين لهجوم غير متوقع من جانب البحرية الألمانية، حيث قامت القوات الألمانية بشن هجمات مفاجئة على المراكب الصغيرة التي كانت تشكل جزءًا من التدريبات. ونتيجة لهذه الهجمات، خلفت التمرين خسائر كبيرة بين الجنود الأمريكيين، حيث قتل وجرح المئات، وتم اعتبار هذه الخسائر البشرية الضخمة كواحدة من أكثر الكوارث التدريبية في تاريخ الحرب العالمية الثانية.
تم إعادة تقدير الخسائر البشرية بأعداد مختلفة عبر السنوات، ولكن يعتقد البعض أن الخسائر الفعلية قد تجاوزت 1000 جندي قتيل أو مفقود، مما يجعل تمرين النمر واحدًا من أكثر التدريبات تكلفة بالأرواح في تاريخ الحرب.
تأثرت عملية الإنزال في نورماندي بشكل كبير بتجربة تمرين النمر، حيث تم إجراء تغييرات هامة في الإجراءات الأمنية وتكتيكات العمليات البحرية استنادًا إلى الأخطاء التي تم اكتشافها خلال هذا التمرين القاسي.
رغم الفاجعة التي شهدها تمرين النمر، فإن الدروس المستفادة منها ساعدت في تحسين استعدادات الحلفاء للهجوم على شواطئ نورماندي في العملية التي أصبحت معروفة باسم “يوم الدي”.
لمزيد من المعلومات يمكنك زيارة هذا المصدر:
مصدر