أعراض التهاب غدد الثدي وعلاجه

أعراض التهاب غدد الثدي: الأسباب والعلاج

يعد التهاب غدد الثدي من الحالات الصحية التي قد تعاني منها بعض النساء، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة تهيج أو عدوى في الغدد اللبنية أو الأنسجة المحيطة بها. قد يظهر التهاب غدد الثدي في مراحل مختلفة من الحياة، إلا أن الشكوى الأكثر شيوعًا تتعلق بالنساء في سن الإنجاب أو في فترة الرضاعة. يتميز هذا الالتهاب بوجود مجموعة من الأعراض التي قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وقد تتطلب في بعض الأحيان تدخلًا طبيًا.

1. أسباب التهاب غدد الثدي

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التهاب غدد الثدي، ويمكن تصنيفها إلى أسباب رئيسية وأخرى فرعية:

1.1. العدوى البكتيرية

تعتبر العدوى البكتيرية السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب غدد الثدي، حيث قد تدخل البكتيريا إلى الثدي من خلال الحلمات المتهيجة أو الجروح. أثناء الرضاعة، تصبح الحلمات أكثر عرضة للعدوى بسبب التلامس المستمر مع الفم واللعاب. من البكتيريا الشائعة التي قد تسبب هذا الالتهاب هي بكتيريا “المكورات العنقودية” (Staphylococcus) و”المكورات العقدية” (Streptococcus).

1.2. الاحتقان في الثدي

في بعض الحالات، يحدث احتقان في غدد الثدي بسبب تراكم الحليب في قنوات الحليب وعدم تصريفه بشكل صحيح. هذا قد يؤدي إلى التهاب في الأنسجة المحيطة. يمكن أن يصاحب هذه الحالة ألم وورم في منطقة الثدي، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى العدوى إذا لم يتم معالجته.

1.3. الرضاعة الطبيعية

النساء اللواتي يرضعن أطفالهن قد يعانين من التهاب غدد الثدي بسبب نقص التصريف أو بسبب تمزق في الجلد حول الحلمة. يمكن أن يتسبب تراكم الحليب في التسبب في التهاب داخل الغدد، مما يؤدي إلى ظهور أعراض التهاب واضحة. قد يكون هناك أيضًا تشقق في الحلمات نتيجة عملية الرضاعة غير السليمة.

1.4. الاضطرابات الهرمونية

التقلبات الهرمونية قد تلعب دورًا مهمًا في التهاب غدد الثدي. مثلاً، يمكن أن تحدث هذه الالتهابات في مراحل الدورة الشهرية أو في حالات الحمل، حيث تؤثر التغيرات الهرمونية على الغدد اللبنية بشكل يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتهاب.

2. أعراض التهاب غدد الثدي

يتمثل التهاب غدد الثدي بمجموعة من الأعراض التي قد تتفاوت من شخص لآخر، ولكن يمكن تلخيص الأعراض الرئيسية في النقاط التالية:

2.1. ألم الثدي

يعد الألم في منطقة الثدي من أكثر الأعراض شيوعًا لالتهاب غدد الثدي. يتراوح الألم بين شعور خفيف بالوخز إلى آلام حادة ومستمرة. عادة ما يتركز الألم في الجزء العلوي أو الخارجي من الثدي، ويمكن أن يزداد عند اللمس أو أثناء الرضاعة.

2.2. الاحمرار والتورم

عند الإصابة بالتهاب غدد الثدي، غالبًا ما تظهر منطقة معينة في الثدي محمرة ومنتفخة. التورم قد يكون مصحوبًا بارتفاع في درجة حرارة الجلد في المنطقة المصابة. هذا الاحمرار والتورم يحدث نتيجة لتجمع السوائل في الأنسجة بسبب الالتهاب.

2.3. وجود كتل صلبة أو تكتلات

قد يشعر المصاب بوجود كتل صلبة أو تكتلات في الثدي نتيجة التهاب الغدد اللبنية. قد تكون هذه الكتل مؤلمة عند الضغط عليها، وتسبب قلقًا لدى المصاب أو عند إجراء الفحص الذاتي للثدي. هذه الكتل قد تكون مؤشرًا على وجود خراجات في الأنسجة.

2.4. ارتفاع درجة الحرارة

من الأعراض المصاحبة لالتهاب غدد الثدي ارتفاع درجة الحرارة، حيث يعاني المريض من حمى قد تكون شديدة في بعض الحالات. ترتفع درجة الحرارة كرد فعل طبيعي للجسم لمكافحة العدوى البكتيرية.

2.5. تصريف من الحلمة

في بعض الحالات، قد يلاحظ المريض أو المريضة وجود تصريف غير طبيعي من الحلمة، مثل وجود صديد أو سائل لونه أصفر أو أخضر. قد يكون هذا التصريف نتيجة لوجود عدوى في الأنسجة.

2.6. التعب العام والإرهاق

قد يصاحب التهاب غدد الثدي شعور عام بالتعب والإرهاق. هذا الشعور يمكن أن يكون نتيجة للتفاعل الطبيعي للجسم مع الالتهاب أو بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

3. عوامل الخطر المرتبطة بالتهاب غدد الثدي

توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب غدد الثدي، وأبرزها:

• الرضاعة الطبيعية: النساء اللواتي يرضعن أطفالهن قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسبب التغيرات التي تحدث في الثدي.

• وجود تشققات في الحلمة: قد تتسبب التشققات أو الجروح في الحلمة بسبب الرضاعة أو استخدام الحلمات الصناعية في دخول البكتيريا.

• التاريخ الطبي: إذا كانت المرأة قد عانت من التهاب غدد الثدي سابقًا، فإنها تكون أكثر عرضة لتكرار الإصابة.

• التغيرات الهرمونية: خصوصًا في فترات الحمل أو الدورة الشهرية.

• الإصابة بمشاكل صحية أخرى: مثل مرض السكري أو نقص المناعة.

4. تشخيص التهاب غدد الثدي

عادة ما يتم تشخيص التهاب غدد الثدي بناءً على الأعراض السريرية التي تظهر على المريض، مثل الألم والاحمرار. قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات، مثل:

• الفحص السريري: لفحص المنطقة المصابة واستبعاد وجود مشاكل أخرى مثل الأورام.

• الأشعة السينية للثدي (الماموجرام): لتصوير الثدي والتحقق من وجود كتل أو تكتلات غير طبيعية.

• الأشعة بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن وجود أي خراجات أو تجمعات سوائل داخل الأنسجة.

في حالات نادرة، قد يتطلب الأمر أخذ عينة من الأنسجة لإجراء فحص مخبري للتأكد من وجود عدوى بكتيرية أو حالات غير طبيعية.

5. علاج التهاب غدد الثدي

تعتمد طرق علاج التهاب غدد الثدي على شدة الحالة وسببها. تشمل الخيارات العلاجية:

5.1. العلاج بالمضادات الحيوية

إذا كان التهاب غدد الثدي ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فإن العلاج بالمضادات الحيوية يعد الخيار الأول. من المهم إتمام الدورة العلاجية بالكامل، حتى وإن تحسنت الأعراض قبل الانتهاء من العلاج.

5.2. الراحة واستخدام الكمادات الدافئة

تعتبر الراحة واستخدام الكمادات الدافئة من العلاجات المنزلية التي تساعد على تخفيف الألم والتورم. يمكن أن تساعد الكمادات الدافئة على تخفيف الاحتقان وتحفيز تدفق الحليب في حالات الرضاعة.

5.3. التصريف الجراحي

في بعض الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر تصريف الخراجات المتكونة في الثدي جراحيًا. يتم ذلك من خلال فتح الخراج وتصريف القيح المتراكم.

5.4. إدارة الألم

قد يتم وصف مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم والتورم المصاحب لالتهاب غدد الثدي.

5.5. العلاج الوقائي

إذا كانت المرأة تعاني من التهاب غدد الثدي بشكل متكرر، فقد يوصي الطبيب باتخاذ بعض التدابير الوقائية، مثل تحسين تقنيات الرضاعة أو استخدام كريمات مرطبة للوقاية من التشققات في الحلمة.

6. التوقعات والوقاية

غالبًا ما يستجيب التهاب غدد الثدي للعلاج بشكل جيد، خاصة إذا تم تشخيصه ومعالجته في وقت مبكر. مع العلاج المناسب، يمكن للمرأة أن تستعيد صحتها بشكل كامل دون أي مضاعفات. يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب غدد الثدي من خلال:

• الاعتناء بالنظافة الشخصية: الحفاظ على نظافة الثدي وتجنب تراكم الحليب أو التعرق.

• الاهتمام بتقنيات الرضاعة السليمة: للحد من التشققات والتهيج في الحلمة.

• المتابعة الطبية المنتظمة: لفحص الثدي بشكل دوري والتأكد من صحة الأنسجة.

من خلال هذه العوامل الوقائية، يمكن تقليل فرص الإصابة بالتهاب غدد الثدي بشكل كبير.