أسماء يوم القيامة في القرآن الكريم
يوم القيامة هو اليوم الذي ينتهي فيه هذا العالم ويبدأ فيه عالم الآخرة. هو يومٌ عظيم لا تملك النفوس أن تصفه أو تدرك حجم ما سيحدث فيه، ويُسمى في القرآن الكريم بعدد من الأسماء التي تبين عظمته وحالته. وقد ورد ذكر يوم القيامة في الكثير من الآيات القرآنية، حيث أشار الله تعالى إلى هذا اليوم العظيم بأسماء عديدة تحمل في طياتها معاني ودلالات مختلفة.
1. اليوم الآخر
من أشهر الأسماء التي وردت في القرآن الكريم ليوم القيامة هو “اليوم الآخر”. يُذكر هذا الاسم في الكثير من المواضع، ومنها قوله تعالى:
“وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا” (البقرة: 62).
ويعتبر هذا الاسم دلالة على أن يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد الدنيا، وهو آخر الأيام التي يعيشها الإنسان قبل انتقاله إلى الحياة الأخرى. في هذا اليوم تُحسم الأمور وتُجَزَّى الأعمال، سواء كانت خيرًا أو شرًا. وبهذا، فإن “اليوم الآخر” يبرز الحقيقة العظمى التي يتوجّب على المسلم أن يثق فيها ويعمل من أجلها، وهي الحياة الآخرة.
2. يوم الدين
ورد في القرآن الكريم أيضًا اسم “يوم الدين” الذي يرمز إلى اليوم الذي يُحَاسَب فيه كل فرد على أعماله. حيث قال الله تعالى:
“يَوْمَ يُدِينُ اللَّهُ فِيهِ” (الانفطار: 13).
هذا اليوم يشهد محاسبة الله لعباده، ويدينهم بناءً على أعمالهم، فالجزاء في هذا اليوم يكون مطابقًا للنية والعمل الذي قام به الإنسان في حياته الدنيا.
3. يوم الفصل
من الأسماء الأخرى ليوم القيامة هو “يوم الفصل”، حيث يتم الفصل بين الحق والباطل، وبين المؤمن والكافر، وبين الأعمال الصالحة والأعمال السيئة. قال الله تعالى في القرآن الكريم:
“إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتٌ” (الدخان: 40).
يُسمى “يوم الفصل” لأنه يتم فيه حسم كل الأمور المتنازع عليها بين الناس، فلا ظلم في ذلك اليوم، بل يكون الفصل حاسمًا وعادلًا. فيه يُميز الله تعالى بين عبادته ويُجازي كل واحد بناءً على ما قدم.
4. يوم القيامة
اسم آخر يطلق على ذلك اليوم هو “يوم القيامة”، ويُشار فيه إلى لحظة النشور، حيث يُبعث الموتى للحساب. وقد ورد هذا الاسم في القرآن في عدة آيات، منها قوله تعالى:
“وَمَا يَدْرِيكَ مَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ” (القدر: 17).
يُبرز اسم “القيامة” الحالة التي يمر بها كل فرد بعد أن يموت ويُبعث من جديد ليرى جزاءه. هي لحظة يقظة وحياة ثانية للجميع.
5. يوم الحشر
ورد في القرآن الكريم أيضًا اسم “يوم الحشر”، وهو يوم يجمع الله فيه الخلائق، فيُحشر الناس للحساب، ويتجمعون في مكان واحد ينتظرون جزاءهم. قال تعالى:
“يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا” (الفرقان: 43).
هذا اليوم يتم فيه جمع الناس ليتم الحساب، ويُطلق عليه “يوم الحشر” لأن الناس يُحشَرون جميعًا إلى مكان واحد استعدادًا للحساب.
6. يوم الندامة
من الأسماء التي تميز هذا اليوم “يوم الندامة”، حيث لا يجد الكافر أو العاصي إلا الندم على ما فاته من طاعة الله. قال تعالى:
“وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تَنصُرُونِ” (الزمر: 54).
في هذا اليوم، تفتح القلوب وتفيض العين بالدموع ندمًا على التفريط في أداء الواجبات.
7. يوم الزلزلة
يُطلق على يوم القيامة أيضًا اسم “يوم الزلزلة”، حيث تتزلزل الأرض وتتحرك بشكل لم تشهده من قبل. قال الله تعالى:
“إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا” (الزلزلة: 1).
وهذا الزلزال هو بداية نهاية هذا العالم، حيث تتحرك الأرض وتحدث فوضى شديدة، بما يعبّر عن عظم المصيبة القادمة في هذا اليوم.
8. يوم الطامة الكبرى
ورد في القرآن اسم “يوم الطامة الكبرى”، الذي يدل على وقوع فاجعة عظيمة يكون فيها الفزع الشديد والخوف. قال الله تعالى:
“إِنَّ الْطَامَّةَ الْكُبْرَى” (القمر: 46).
الطامة الكبرى تشير إلى عظم الأحداث التي سوف تقع في ذلك اليوم، وهو اليوم الذي يُنهي فيه كل شيء، ويبدأ فيه الحساب الدقيق.
9. يوم الوعيد
“يوم الوعيد” هو الاسم الذي يُستخدم للإشارة إلى اليوم الذي ينال فيه العصاة جزاءهم، فيحلون بأشد العذاب نتيجة للوعيد الذي وعدهم الله به في الدنيا. قال تعالى:
“يَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي” (الفرقان: 25).
الوعيد هو التهديد بالعقاب الشديد لمن لم يتبع أوامر الله. يوم الوعيد هو اليوم الذي يكتشف فيه الإنسان حقيقة الوعيد الذي كان يُحذر منه في الدنيا.
10. يوم العذاب
من الأسماء التي وردت ليوم القيامة أيضًا اسم “يوم العذاب”، وهو اليوم الذي يعاقب فيه الله المكذبين به والمجرمين. قال تعالى:
“وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ” (المائدة: 10).
يوم العذاب هو اليوم الذي يتعرض فيه الكافرون والعاصون إلى أشد أنواع العذاب بسبب أعمالهم.
11. يوم الحاقة
من الأسماء التي تشير إلى وقوع يوم القيامة هو “يوم الحاقة”. في هذا اليوم، يحين حساب الأعمال ويثبت ما كانت عليه حياة كل شخص. قال تعالى:
“الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ” (القارعة: 1).
يوم الحاقة هو يوم تحق الحقائق وتظهر المعالم الفاصلة بين أهل الجنة وأهل النار، حيث يتضح مصير كل فرد بناءً على أعماله.
الخاتمة
هذه بعض الأسماء التي وردت في القرآن الكريم ليوم القيامة، وكل اسم منها يحمل معاني ودلالات عظيمة تحث المسلم على الاستعداد لهذا اليوم. ومن خلال هذه الأسماء، يظهر عظم هذا اليوم وفداحة المصير الذي سيؤول إليه كل إنسان حسب أعماله.
