تحضير الترمس المر

عمل الترمس المر

الترمس من النباتات البقولية التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية العديدة، ويعتبر الترمس المر أحد أصناف الترمس الشهيرة في العديد من الدول العربية والبحر الأبيض المتوسط. يتميز الترمس المر بطعمه المر الفريد، الذي يعود إلى وجود بعض المركبات الطبيعية فيه، وهو مختلف عن الترمس الحلو في الطعم والاستخدامات. يتناول الترمس المر عادةً بعد عملية إعداد وتحضير خاصة تجعله صالحًا للأكل، ويُعد من الوجبات الخفيفة التقليدية التي يحرص الكثيرون على تناولها لما تحمله من فوائد غذائية مميزة.

مقدمة عن الترمس المر وأصله

الترمس المر هو نوع من نباتات الترمس التي تنمو في مناطق متعددة حول العالم، وخاصة في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عرف الإنسان الترمس منذ آلاف السنين، حيث كان يستخدمه كغذاء رئيسي في فترات المجاعة، كما كان يُعد من المحاصيل المهمة لسهولة زراعته واحتوائه على البروتينات والألياف. الترمس المر يحتوي على مركبات طبيعية تسبب مرارة في الطعم، وهذه المرارة كانت سببًا في اعتبار الترمس المر أقل استهلاكًا دون معالجته بشكل صحيح. اليوم، وبعد تطور طرق التحضير، أصبح الترمس المر أحد الأطعمة الشعبية التي يفضلها الكثيرون لما يتمتع به من طعم مميز وقيمة غذائية عالية.

المكونات الغذائية للترمس المر

يتميز الترمس المر بتركيبته الغنية بالعناصر الغذائية، فهو مصدر مهم للبروتينات النباتية، كما يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تساعد على تحسين عملية الهضم. كما يحتوي الترمس على مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين ب المركب، بالإضافة إلى معادن أساسية مثل الحديد، المغنيسيوم، والكالسيوم. المركبات المضادة للأكسدة في الترمس تلعب دورًا في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، ومن أبرزها أمراض القلب والسكري.

جدول يوضح القيمة الغذائية التقريبية لكل 100 جرام من الترمس المر:

كيفية عمل الترمس المر: خطوات التحضير

تحضير الترمس المر يتطلب بعض العناية والدقة بسبب طبيعته المرة التي تحتاج إلى إزالة المركبات المريرة منه لتجعله صالحًا للأكل. ويشمل التحضير خطوات أساسية تهدف إلى تقليل هذه المرارة وتحسين الطعم.

1. نقع الترمس:

   تبدأ العملية بنقع الترمس في الماء البارد لمدة طويلة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة، ويتم تغيير الماء عدة مرات خلال فترة النقع. هذه الخطوة تساعد على تليين حبات الترمس وتبدأ في إزالة بعض المركبات المريرة.

2. الغلي:

   بعد النقع، يتم تصفية الترمس وشطفه جيدًا، ثم يوضع في قدر كبير مملوء بالماء ليُغلى على نار متوسطة إلى عالية. تستمر عملية الغلي لمدة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين حتى يصبح الترمس طريًا. يفضل مراقبة الماء أثناء الغلي وإضافة الماء الساخن إذا تبخر، لأن غلي الترمس بالماء الكافي يساعد في إزالة المرارة.

3. التصفية والشطف:

   بعد الغلي، يُصفى الترمس مرة أخرى ويُشطف بالماء البارد جيدًا، وهذه الخطوة تُكرر عدة مرات لضمان إزالة جميع المركبات المرة.

4. النقع مرة أخرى (اختياري):

   في بعض الوصفات التقليدية، يتم نقع الترمس بعد الغلي لفترة إضافية (عدة ساعات أو حتى ليلة كاملة) مع تغيير الماء باستمرار لضمان تخفيف الطعم المر.

5. إضافة التوابل (اختياري):

   يمكن إضافة بعض التوابل مثل الملح، الكمون، أو القرفة حسب الرغبة، مما يمنح الترمس نكهة مميزة وطيبة.

6. التقديم:

   يقدم الترمس المر عادة كوجبة خفيفة باردة، وغالبًا ما يتم تناوله كوجبة خفيفة صحية بجانب الشاي أو القهوة. كما يمكن إضافته إلى السلطات أو الأطباق الجانبية لإثراء القيمة الغذائية.

الفوائد الصحية للترمس المر

يحتوي الترمس المر على فوائد صحية متعددة بفضل تركيبته الغنية بالمغذيات ومضادات الأكسدة:

• مصدر غني بالبروتين النباتي: يلعب دورًا مهمًا في تغذية النباتيين والرياضيين، حيث يمد الجسم بالبروتينات اللازمة لبناء العضلات وتجديد الخلايا.

• تحسين صحة الجهاز الهضمي: بفضل احتوائه على كمية عالية من الألياف، يساعد الترمس المر على تنظيم حركة الأمعاء وتقليل مشاكل الإمساك.

• خفض مستويات الكوليسترول: أظهرت الدراسات أن تناول الترمس يساعد في تقليل الكوليسترول الضار في الدم، وبالتالي يحسن من صحة القلب.

• التحكم في الوزن: الألياف الموجودة في الترمس تساعد على الشعور بالشبع لفترات طويلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام بكميات كبيرة.

• دعم صحة العظام: المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم تساهم في تقوية العظام والأسنان.

• مضادات الأكسدة: تساهم في مكافحة الجذور الحرة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

النصائح لتحضير الترمس المر بشكل صحيح

• يجب التأكد من تغيير ماء النقع عدة مرات لأن ذلك يساهم في تقليل المرارة.

• استخدام الماء المغلي للنقع بعد عملية الغلي يمكن أن يعزز من إزالة المركبات المريرة.

• يمكن إضافة قليل من الملح في مرحلة النقع الأخيرة للمساعدة في تحسين الطعم.

• تخزين الترمس في وعاء محكم بعد التحضير في الثلاجة للحفاظ على طزاجته لأطول فترة ممكنة.

• تجنب استهلاك الترمس النيء لأنه يحتوي على مركبات قد تكون ضارة إذا لم تتم معالجتها.

استخدامات الترمس المر في المطبخ

بالرغم من أن الترمس المر قد يكون محصورًا في تناول الوجبات الخفيفة، إلا أنه يمكن إدخاله في وصفات متنوعة:

• السلطات: يمكن إضافة الترمس المسلوق إلى السلطات لإضافة نكهة مميزة وغنية بالبروتين.

• المقبلات: يستخدم الترمس كنوع من المقبلات مع توابل مختلفة أو مع زيت الزيتون والليمون.

• الوجبات الخفيفة: يقدم الترمس المر كوجبة خفيفة صحية مع الأعشاب والتوابل.

• الأطباق التقليدية: في بعض المناطق، يستخدم الترمس في إعداد أطباق تقليدية خاصة تتطلب نكهة مميزة وغنية.

خلاصة

الترمس المر هو غذاء تقليدي ذو قيمة غذائية عالية، ويتميز بطعمه المميز واحتوائه على عناصر غذائية هامة تعزز الصحة العامة. يتطلب تحضير الترمس المر عملية دقيقة تخلصه من طعمه المر الطبيعي وتجعل منه وجبة صحية ولذيذة يمكن تناولها بطرق متعددة. استخدام الترمس المر يضيف تنوعًا إلى النظام الغذائي، مع الاستفادة من فوائده الصحية المتعددة التي تدعم الجهاز الهضمي، القلب، وتقوية العظام. مع اتباع خطوات التحضير الصحيحة، يصبح الترمس المر خيارًا غذائيًا متوازنًا وصديقًا للصحة.

المراجع:

1. FoodData Central, USDA. “Lupins, Sweet and Bitter”. https://fdc.nal.usda.gov/

2. دراسة علمية: “Health Benefits of Lupin Seeds”, Journal of Nutritional Science, 2020.