في كتاب “تكنولوجيات الاتصال ومسألة الاستعمالات” الذي كتبته ثريا السانوسي، نجد أنه يمثل لوحة مفصلة وشاملة لتطور تكنولوجيا الاتصال في العقود الأخيرة. إن العالم قد شهد تغييرات جذرية في مجال الاعلام والاتصال منذ التسعينات الأولى للقرن الماضي، حيث انتشرت الأقمار الصناعية بشكل واضح وتسارعت وتيرة التقدم في التكنولوجيات الاتصالية.
تعتبر الأقمار الصناعية واحدة من العناصر الرئيسية التي ساهمت في تحويل العالم إلى قرية صغيرة، حيث أصبحت المعلومات والأخبار تصل إلى كل ركن من ركني العالم بشكل فوري وبدقة عالية. ومع تقدم التكنولوجيا، ظهرت التكنولوجيات الاتصالية التفاعلية التي غيرت طريقة تفاعل الأفراد مع المحتوى الاعلامي. إن إمكانية التفاعل والمشاركة أصبحت أمرًا يسيرًا، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى تجربة الاتصال واستهلاك المعلومات.
لم يكتفِ تطور الاتصالات بذلك، بل طرأت تحولات هائلة على مفهوم الشبكة العنكبوتية، أو ما نعرفه بشبكة الإنترنت. حيث أصبحت الإنترنت ليس فقط وسيلة للبحث والاطلاع على المعلومات، بل أصبحت بيئة تفاعلية تمكن المستخدمين من التواصل الاجتماعي، ومشاركة الآراء والأفكار بشكل فوري. وبهذا أصبحت الشبكة العنكبوتية ليست مجرد وسيلة اتصال، بل أصبحت مجتمعًا افتراضيًا يتسم بالتنوع والتفاعل.
إن الكتاب الذي نشر عام 2017 عن طريق “نور للنشر” يسلط الضوء على هذه التطورات بشكل متميز، حيث يقدم نظرة شاملة على استعمالات تكنولوجيا الاتصال في مجال الإعلام. الغلاف الورقي يعكس جودة المحتوى الذي يتناوله الكتاب، حيث يبدو أن الناشر قد اهتم بتقديم عمل بصورة متكاملة من حيث المضمون والشكل.
وفيما يخص الفئة والتصنيف، يندرج الكتاب تحت فئة “الصحافة والإعلام”، وتحديدًا تحت فئة “الإعلام”. إن هذا التصنيف يبرز أهمية الكتاب في فهم كيف يمكن لتكنولوجيا الاتصال أن تلعب دورًا حيويًا في تشكيل وتأثير الوسائط الاعلامية.
بإجمال، يعد كتاب “تكنولوجيات الاتصال ومسألة الاستعمالات” للكاتبة ثريا السانوسي مرجعًا مهمًا لفهم كيف أثرت التكنولوجيا على مجال الاتصال والإعلام. يقدم الكتاب رؤى عميقة وتحليلات دقيقة تساهم في توسيع فهمنا لهذا المجال الديناميكي والمتطور باستمرار.