تواصل مع الكون من خلال الشاكرا السابعة
في عالمنا المعاصر، يبحث الكثير من الناس عن سُبل للاتصال العميق بالكون، والتواصل مع الذات العليا، وتحقيق السلام الداخلي. تُعد الشاكرات السبعة أحد الأطر الروحية التي تساعد الإنسان على الوصول إلى هذا التوازن الروحي والعقلي والجسدي، ومن بينها الشاكرا السابعة أو ما يُعرف بـ”شاكرا التاج” أو “الساهاسرارا” (Sahasrara). تعتبر الشاكرا السابعة نقطة اتصال الإنسان بالكون، وبالطاقة الكونية الشاملة، وهي تمثل البُعد الروحي الأسمى في الإنسان.
في هذا المقال، سنتناول الشاكرا السابعة، مكانتها في النظام الشاكراتي، دورها في الحياة الروحية، وطرق الاتصال بالكون من خلالها.
ما هي الشاكرا السابعة؟
الشاكرا السابعة هي الشاكرا العليا في الجسم البشري، وتقع في الجزء العلوي من الرأس، وتعرف أحيانًا “شاكرا التاج” نظرًا لموقعها المتصل بتاج الرأس. يرتبط هذا المركز الروحي بالوعي الكوني والإدراك الروحي اللامحدود، وتعتبر نقطة اتصال الفرد مع القوى العليا أو الكون بأسره.
تعني كلمة “ساهاسرارا” باللغة السنسكريتية “الألفية” أو “الألف بتلة”، وهذا الاسم يرمز إلى مئات الأبعاد الروحية والطاقات المتاحة التي تنتشر في هذا المركز. من خلال تفعيل الشاكرا السابعة، يحقق الفرد التوازن الكامل بين روحه وعقله، مما يجعله أكثر قدرة على التواصل مع مستوى عميق من الوعي الكوني.
الخصائص الروحية للشاكرا السابعة
الشاكرا السابعة تمثل حالة وعي روحي مرتفعة، حيث تتيح للفرد التوحد مع الوعي الكوني. يُقال أن هذا المركز يفتح الطريق لتحقيق السلام الداخلي والتطور الروحي، وتساعد طاقته على التخلص من التعلق بالأشياء المادية، وتحقيق الشعور بالحرية المطلقة من القيود التي يفرضها العقل البشري.
في حالة توازن الشاكرا السابعة، يُلاحظ أن الشخص يتمتع بحالة من السكون الداخلي، والتوازن العقلي، والقدرة على النظر إلى العالم من منظور أوسع وأعمق. كما يرتبط هذا التوازن بشعور عميق من التسامح، والقبول، والاتصال بالروح الكونية.
كيف تؤثر الشاكرا السابعة على الجوانب الأخرى من الحياة؟
إذا كانت الشاكرا السابعة في حالة توازن، فإنها تؤثر بشكل إيجابي على باقي الشاكرات الأخرى. لأنها تعتبر بوابة للاتصال بالقوى العليا، فإن فتحها يساعد في تدفق الطاقة عبر جميع الشاكرات الأخرى في الجسم. عندما تكون الشاكرا السابعة مفعلة ومتوازنة، تبدأ الشاكرات الأخرى، مثل الشاكرا الخامسة (الحلق) والشاكرا الثالثة (الضفيرة الشمسية) وغيرها، في العمل بتناغم كامل.
هذا التناغم يخلق انسجامًا داخليًا، حيث يمر الفرد بتجربة روحانية عميقة تجعل كل جزء في جسده وعقله وروحه يعمل معًا بشكل متكامل. الشعور بالسلام الداخلي، والإبداع، والقدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة، والتفاعل بإيجابية مع الآخرين، جميعها أمور تتأثر بشكل مباشر بتوازن الشاكرا السابعة.
أهمية التواصل مع الكون عبر الشاكرا السابعة
عندما يتم تفعيل الشاكرا السابعة، تصبح البوابة مفتوحة للاتصال بالقوى العليا والكون نفسه. في هذا السياق، يعتقد البعض أن الشاكرا السابعة هي قناة لتلقي الرسائل الروحية أو الإلهية التي توجه الإنسان في حياته اليومية.
التواصل مع الكون من خلال هذه الشاكرا يمكن أن يتجسد في صور متعددة، مثل الإلهام الروحي، والأحلام الواضحة، أو التوجه الداخلي نحو تحقيق أهداف أعلى في الحياة. إنه نوع من الاتصال غير المادي الذي لا يتم عن طريق الحواس المادية التقليدية، بل عن طريق الوعي الروحي المتفتح.
عندما يتصل الفرد بالكون من خلال الشاكرا السابعة، يبدأ في إدراك الحقيقة الأسمى التي تتجاوز الحدود المادية، مثل فهمه للوجود والغاية من الحياة، والشعور بوحدة الكون وترابط جميع الكائنات الحية.
كيفية تفعيل الشاكرا السابعة؟
تفعيل الشاكرا السابعة يتطلب العمل على فتح هذه الشاكرا بشكل تدريجي، والابتعاد عن التعلق بالجانب المادي للحياة، والانتقال إلى مستوى أعلى من الوعي الروحي. فيما يلي بعض الممارسات التي قد تساعد في تفعيل الشاكرا السابعة:
-
التأمل (Meditation):
التأمل هو أحد الطرق الأكثر فعالية لفتح الشاكرا السابعة. يُنصح بتخصيص وقت يومي للتأمل في هدوء تام والتركيز على تنفس عميق ومتوازن. من خلال هذه الممارسة، يبدأ الفرد في تهدئة عقله وتوجيه طاقته نحو الاتصال بالمستوى الأعلى من الوعي. -
اليوغا الروحية:
بعض تقنيات اليوغا الخاصة تهدف إلى فتح الشاكرات وتحفيز الطاقة الروحية. في اليوغا، يتم التركيز على الوضعيات الجسدية التي تعزز تدفق الطاقة من الشاكرا الأولى إلى السابعة. تمارين معينة مثل “سيتا” و “أناندا” قد تساهم في تفعيل الشاكرا السابعة. -
التركيز على اللون البنفسجي:
يعتبر اللون البنفسجي، الذي يرتبط بالشاكرا السابعة، أحد وسائل تقوية هذه الشاكرا. من خلال التأمل في هذا اللون أو تخيله أثناء التأمل، يمكن تحفيز هذه الشاكرا. -
الاستماع إلى الموسيقى الروحية:
الموسيقى التي تحمل ترددات معينة قد تساهم في فتح الشاكرا السابعة. ترددات مثل 963 هيرتز، التي يُقال إنها تساعد على التواصل مع الوعي الكوني، تعتبر أحد الخيارات التي يمكن الاستفادة منها لتحفيز الشاكرا السابعة. -
التوجه نحو التسامي الروحي:
الابتعاد عن الأفكار السلبية والمادية والتركيز على تطهير العقل من الضغوطات اليومية هو أيضًا جزء من عملية تفعيل الشاكرا السابعة. ينبغي على الفرد أن يطور الانفتاح الروحي ويبحث عن التجارب التي تسهم في ارتقاء وعيه. -
القراءة والتعلم الروحي:
الاهتمام بالكتب والمراجع التي تتعلق بالفلسفة الروحية، والفكر البوذي، والتقاليد الهندية، وكذلك الفلسفات المماثلة التي تركز على روح الإنسان وعلاقته بالكون، يساعد في توسيع الأفق الفكري والروحي ويعزز تفعيل الشاكرا السابعة.
كيفية معرفة إذا كانت الشاكرا السابعة متوازنة
الشاكرا السابعة المتوازنة تمنح الفرد شعورًا بالسلام الداخلي، والطمأنينة، والانفتاح الروحي. بعض العلامات التي قد تشير إلى أنها متوازنة تشمل:
-
الشعور بالاتصال العميق بالكون.
-
القدرة على التفريق بين الحقائق والأوهام.
-
الإحساس بالسلام الداخلي، على الرغم من التحديات الخارجية.
-
الراحة في الوحدة والتأمل.
-
القدرة على اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم العليا والروحانية.
من ناحية أخرى، إذا كانت الشاكرا السابعة غير متوازنة أو مغلقة، قد يواجه الشخص شعورًا بالانفصال عن الكون، وعدم القدرة على الوصول إلى مستويات أعمق من الوعي، بالإضافة إلى الشعور بالتشويش الروحي وفقدان الاتجاه في الحياة.
الخاتمة
إن التواصل مع الكون من خلال الشاكرا السابعة ليس مجرد مسألة طقوس أو ممارسات روحية، بل هو عملية تحول حقيقية تحدث على مستوى الوعي الداخلي. الشاكرا السابعة هي المفتاح لفتح البوابة التي تربطنا بالكون، وهي تمثل الطريق إلى تحقيق السلام الداخلي، والتوازن الروحي، والاتصال العميق بالعالم اللامرئي. بفتح هذه الشاكرا، يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى العميق والاتصال المستمر بالقوى الكونية التي توجهنا نحو تطورنا الروحي والنفسي.
