تغيير أمريكا: خرائط طريق للإدارة الجديدة – رؤية تقدمية لإصلاح الحكومة

كتاب “تغيير أمريكا: خرائط طريق للإدارة الجديدة” هو نتاج جهد جماعي قامت به مجموعة كبيرة من العلماء والكتاب والمسؤولين الحكوميين، وذلك في إطار مشروع Citizens Transition Project، وهو مشروع غير ربحي تأسس قبل ثلاثة عشر شهرًا من الانتخابات الوطنية الأمريكية لعام 1992. كان الهدف من هذا المشروع هو صياغة تقرير انتقال يمكن أن يُسهم في توجيه الإدارة الجديدة لتبدأ فورًا في إجراء تغييرات جريئة.

يمثل هذا الكتاب تقريرًا انتقالياً شاملاً، حيث يغطي كل جانب من جوانب الحكومة الأمريكية على أساس وكالة تلو الأخرى، ما يجعله دليلًا مفصلًا ومنهجيًا للإصلاحات الحكومية التي كان من الممكن أن تُطبَّق في تلك الفترة. يتألف التقرير من 58 فصلاً كتبتها نخبة من 78 مفكرًا تقدميًا، تمحورت أفكارهم حول تقديم أفكار جديدة للرئيس الأمريكي الجديد في ذلك الوقت (الرئيس المنتخب بيل كلينتون)، بهدف مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية في فترة ما بعد الحرب الباردة.

التحول من حقبة الحرب الباردة إلى فترة ما بعد انتهاء تلك الحرب تطلب رؤية جديدة في التعامل مع الشؤون الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وقد جاء هذا الكتاب ليقدم خارطة طريق لإدارة كلينتون في صياغة سياسات أكثر مرونة وتقدمًا. يعتبر المحرر مارك غرين أن هذا التقرير عبارة عن “قائمة من الأفكار الجديدة لرئيس جديد في فترة جديدة”، مؤكدًا بذلك على مدى الأهمية التي تم إيلاؤها للتفكير الابتكاري في تلك الفترة الحساسة من التاريخ الأمريكي.

سُلمت النسخة الكاملة التي تتألف من 1200 صفحة إلى الرئيس المنتخب بيل كلينتون في 4 نوفمبر 1992، بعد يوم واحد فقط من انتخابه. ويعتبر هذا الكتاب هو النسخة الكاملة الوحيدة التي نُشرت لتلك الوثيقة الانتقالية في شكل كتاب.

ما يميز الكتاب هو اعتماده على تحليلات وتوصيات تقدمية تهدف إلى إصلاح مؤسسات الدولة وجعلها أكثر توافقًا مع التحديات العالمية والمحلية في تلك الفترة. الكتاب ليس مجرد دليل سياسي، بل هو محاولة لتقديم رؤية متكاملة لسياسات التغيير، تشمل الإصلاحات الاقتصادية، الاجتماعية، البيئية، والدبلوماسية.

يركز الكتاب أيضًا على أهمية المبادرات الحكومية الشاملة والتغيير المنهجي في كيفية إدارة الوكالات الفيدرالية. إذ تضمنت الفصول توصيات محددة لكل وكالة، مما يوفر رؤى عملية قابلة للتنفيذ من قِبَل الإدارة الجديدة.

أحد أهم الموضوعات التي تم تناولها في الكتاب هو التحول نحو سياسات تقدمية من أجل تحسين دور الحكومة في المجتمع. تضمن ذلك تحسين البرامج الاجتماعية والرعاية الصحية، تعزيز الاقتصاد من خلال الابتكار والتكنولوجيا، ودور الولايات المتحدة كقوة عالمية في الساحة الدولية.

يمكن القول إن هذا الكتاب يشكل خطوة أولية نحو تغيير السياسة الأمريكية بطريقة أكثر شمولية. إذ قدم لمحة عن كيفية تحفيز التغيير عبر الإدارة الحكومية، وكيفية إدارة الانتقال السلس من إدارة إلى أخرى بطريقة تدعم التنمية والابتكار، خاصة في فترة ما بعد الحرب الباردة، عندما كانت الولايات المتحدة تواجه تحولات كبيرة على مستوى العالم.

نُشر الكتاب في شهر ديسمبر 1992 من قبل دار Newmarket Press في فئة العلوم السياسية والإدارة العامة، مما يجعله مرجعًا هامًا ليس فقط للأكاديميين والسياسيين، بل أيضًا لأي شخص مهتم بتفاصيل التحولات الإدارية في الحكومة الأمريكية.

نقاط رئيسية:

• يتكون من 58 فصلًا يكتبها 78 مفكرًا تقدميًا.
• تم تسليم النسخة الكاملة للرئيس المنتخب بيل كلينتون في نوفمبر 1992.
• يركز على الإصلاحات الحكومية في فترة ما بعد الحرب الباردة.
• يقدم قائمة من الأفكار والخرائط لتنفيذ سياسات تقدمية في الإدارة العامة.

يعد هذا الكتاب شهادة على الأهمية البالغة للتخطيط الاستراتيجي في السياسة، وكيفية استخدام مثل هذه الأفكار لتحقيق تقدم مستدام في الحوكمة.