كتاب “المذاهب الوجودية: من كيركجورد إلى جان بول سارتر” للمؤلف ريجيس جوليفيه يشكل عملًا فلسفيًا ممتعًا ومثيرًا للاهتمام يستكشف فيه تطور الفكر الوجودي عبر العصور. فالوجودية، بكل تأكيد، تعد موضوعًا فلسفيًا مثيرًا للجدل للغاية، حيث تتلاعب بالأفكار والمفاهيم التي تتعلق بجوهر وجود الإنسان ومعنى وجوده الجدلي في هذا الكون.
يتناول جوليفيه في هذا الكتاب العديد من الفلاسفة الذين أسهموا في تشكيل وجهة نظر الوجودية، بدءًا من كيركجورد، الذي أثرى التفكير بفكرته حول الوجود والحقيقة والإيمان بالله، وصولاً إلى جان بول سارتر، الذي نقل الوجودية إلى آفاق جديدة من خلال تفكيره المتمحور حول مفهوم “الوجود قبل الجوهر”. كما يتطرق الكتاب إلى الفلاسفة الآخرين مثل هيدجر وكارل يسبرز وجبرييل مارسل، الذين أسهموا بدورهم في إثراء هذا المجال الفلسفي المعقد.
يبرز الكتاب بأسلوبه الدراسي المميز والمتأني تطور الأفكار الوجودية عبر الزمن، مما يسلط الضوء على تنوع المذاهب الوجودية وغناها، ويفتح المجال لفهم أعمق لماهية الوجودية وتأثيرها على الفلسفة الحديثة والتفكير الإنساني بشكل عام.
وبفضل عدد صفحاته الذي يصل إلى 383 صفحة، يعد هذا الكتاب مصدرًا مهمًا للقارئ الباحث عن فهم أعمق للفلسفة الوجودية وتطورها عبر العصور. يتيح للقارئ فرصة التعرف على أفكار الفلاسفة المختلفة والتفكير فيها ومقارنتها، مما يساعده في بناء وجهة نظره الخاصة حول هذا الموضوع المعقد.
ومع نشره عام 2017 عن الدار المصرية اللبنانية، فإن هذا الكتاب يظل مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بالفلسفة ويرغب في فهم أعمق لمذاهب الوجودية وتطورها عبر الزمن. إن غلافه الورقي يضيف له جاذبية إضافية، مما يجعله قطعة مميزة في مكتبة كل عاشق للفلسفة والفكر الإنساني.