تصادم جوي قاتل في نيو جيرسي

في الثلاثين من يوليو عام 1949، وفي تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحًا، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني بولاية نيو جيرسي، وتحديدًا في منطقة تشيسترفيلد. كانت السماء صافية والأجواء هادئة، إلى أن تحولت هذه اليوم الهادئ إلى كابوس مروع بفعل تصادم مأساوي بين طائرتين؛ الأولى كانت من طراز دوغلاس دي سي-3، تابعة لشركة الطيران الشهيرة إيسترن إير لاينز، والثانية كانت طائرة حربية تابعة للبحرية الأمريكية من طراز F-6F Hellcat.

كانت الطائرة الداخلة في مسار الرحلة رقم 557 قادمة من مدينة نيويورك باتجاه ويلمنغتون، حاملةً على متنها ستة عشر شخصًا. لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية هذه الرحلة مأساوية بهذا الشكل. فقد وقعت الكارثة نتيجة اصطدام جوي بين طائرة الـ DC-3 والطائرة الحربية F-6F Hellcat التابعة للبحرية الأمريكية.

كان الطيار العسكري يُعتقد أنه كان يقوم بتنفيذ حركات استعراضية خطيرة، حيث كان يقوم بتحليق منخفضًا وبسرعة عالية وبشكل غير مسؤول حول طائرة خاصة صغيرة كانت تسير أسفل الـ DC-3. لم يكن لدى الطيار العسكري الوقت الكافي لتفادي الاصطدام، وعندما قام بمحاولة للانحراف لأعلى، اصطدمت طائرته بالـ DC-3 بشكل مروع.

كانت النتيجة وخيمة للغاية، فقد لقى جميع ركاب الـ DC-3 حتفهم، بالإضافة إلى وفاة أحد أفراد الطاقم على متن الـ F-6F Hellcat. وقد حُكم على الطيار العسكري بأنه كان يتصرف بشكل متهور وغير مسؤول في تنفيذ حركات استعراضية على ممر جوي مدني، مما أدى إلى وقوع هذه الكارثة الفظيعة التي أودت بحياة العديد من الأبرياء.

تُعتبر هذه الحادثة درسًا مؤلمًا لضرورة الامتثال للقوانين والإرشادات الجوية، وضرورة تجنب المخاطر الغير مبررة في الأجواء، حفاظًا على سلامة جميع المشاركين في عالم الطيران، سواء كانوا ركاباً أو طيارين، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث الفظيعة في المستقبل.