في العام 1963، تعرضت جزيرة غراهام في كولومبيا البريطانية، كندا، إلى موجة تسونامي غامضة ومحتملة المنشأ في يوم الثلاثاء الموافق 28 مارس في تمام الساعة 02:30 بالتوقيت المحلي. جاءت هذه الموجة المدمرة في زمن مرتفعات مد البحر غير المعتادة، حيث سجلت في برنس روبرت مرتفعة بلغت 7.5 متر في تمام الساعة 03:18 صباحًا بالتوقيت المحلي، وكانت هذه المرتفعة أعلى بمقدار 0.52 متر عن التوقعات، ولم تبتعد سوى بمقدار 0.34 متر عن أقصى مرتفعات مسجلة على الإطلاق.
في نقطة واياه، غمرت الموجة صخورًا عالية، وأزاحت خزانات نفط ضخمة كانت قد تم تركيبها هناك بارتفاع حوالي 30 سم فوق مستوى المد العالي، وألقت بها على الشاطئ. أما على الساحل الغربي النائي لجزيرة كوين شارلوت، فقد وصل ارتفاع الموجة إلى 10.7 أمتار، مما أدى إلى انفصال خزانات النفط عن قواعدها الخرسانية ومن المحتمل أنها أسفرت عن وفاة شخص. وقد تسببت الموجة في أضرار هائلة في منطقة وياه بالقرب من قرية ماسيت.
في مكان يبعد حوالي 3.2 كيلومتر شمال ماسيت، جرفت عدد من السجلات الخشبية على الطريق، الذي يرتفع حوالي 1.2 متر فوق مستوى المد العالي. كما تم تحريك سجلات أخرى في Tow Hill التي كانت في نفس المكان على الشاطئ لسنوات عدة. وفي مصب نهر Tlell، حيث يتم في بعض الأحيان مشاهدة موجة بحرية مدية، سُمعت أصوات تشبه صوت موجة تسير عبر النهر خلال الليل، وغمرت قطعة صغيرة من الأرض الزراعية بالقرب من خط المد العالي وتضررت.
ولم يتم رصد أي سجل للموجة التسونامية على سجلات مد البحر في برنس روبرت أو في توسو على الساحل الغربي لجزيرة كوين شارلوت. وأظهرت التحققات في شهادة الوفاة المودعة في قسم الإحصاءات الحيوية في فيكتوريا وفاة رجل في البحر في الفترة من 28 إلى 30 مارس 1963، ولكن تم الإبلاغ عن فقدانه بالقرب من جيدواي في كولومبيا البريطانية وهو يقع على الطرف الجنوبي الداخلي لجزيرة مورسبي على بعد الشمال من الرأس القديس جيمس.
وأكدت مقابلة مع السيد إدوارد هارت من حرس الساحل الكندي في سيل كوف بالقرب من برنس روبرت وصول هذه الموجة العالية بارتفاع يقدر بنحو 5.5 أمتار (فوق المد) في منطقة منارة لانجارا حيث كان حارس المنارة في ذلك الوقت. كسرت الموجة خزانات وقود كبيرة من مراسيها في رصيف المنارة وألقت بها على الشاطئ بعيدًا عن مستوى المد العالي. ورأى السيد هارت أن مصدر هذه الموجة الكبيرة كان على الأرجح من الجنوب الغربي بناءً على المناطق التي وقعت فيها معظم الأضرار حول المنارة.
وتم الإبلاغ عن اضطراب في منطقة مدخل ديكسون في جزيرة كوين شارلوت خلال ليلة 30-31 مارس. بلغت ارتفاعات الموجة من 3.7 إلى 5.5 أمتار فوق مستوى المد العالي وتسببت في أضرار طفيفة في جزيرة لانجارا وواياه وبورت سيمبسون. ولم يتم تسجيل الاضطراب على أي سجل لمد البحر ولم يتم الإبلاغ عنه من أي منطقة أخرى. ولم يتم العثور على أي ترابط بين هذا الحدث وأي اضطراب زلزالي أو جوي.
ويرى ستيفنسون [2003] أنه إذا كان هناك تسونامي، فقد كان حدثًا محليًا ناجمًا عن انهيار تحت الماء. ومن المؤكد أن هذا الحدث التسونامي كان أصغر بكثير من أي ارتفاعات “المُبلَّغ” عنها. ويتبع من تقرير ويلي راباتز أن الخزانات المنفصلة كانت على ارتفاع حوالي 0.3 متر فوق خط المد العالي، وكانت الطريق التي جرفت إليها السجلات عند ارتفاع حوالي 1.2 متر فوق خط المد العالي.
في 30/31 مارس 1963، تضافرت الظروف لتشهد كولومبيا البريطانية في نقطة واياه (جزيرة لانجارا) وبورت سيمبسون ارتفاعًا في مستوى المياه، دون وقوع زلزال، ولكن بتسونامي مشكوك فيه.