في عام 1673، بالتحديد في يوم 12 أغسطس، تعرضت جزر شمال مولوكاس في إندونيسيا إلى حدث طبيعي مدمر لم يسبق له مثيل. وقد شهدت تلك الأرض هزة أرضية قوية جداً لم يستطع أحد أن يتذكر مثيلاً لها، حيث انقسمت السفوح الجنوبية لبركان ترناتي من القمة إلى القاع. وقعت انهيارات صخرية وانزلاقات صخرية، وسقطت منازل ملك ترناتي، التي كانت تقع عند سفح البركان وتتكون من الحجر وتغطى بالبلاط، تماماً. ارتفعت البحر بشكل هائل بحيث كادت جميع السفن في المرسى أن تغرق تقريباً. تم طرح الأسماك على الشاطئ بكميات هائلة. استمر هذا الظاهرة المدمرة لمدة شهرين على الأقل، ويعتبر 20 مايو 1673 تاريخ إضافي تم توثيقه لهذا التسونامي.
وفي إشارة إلى بركان جامكونورا، فقد اندلع ثورانه في نفس العام، حيث تسبب في موجات المد البحري التي غمرت القرى المجاورة، مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص. وبالنظر إلى السجلات التاريخية، يعتبر هذا الانفجار البركاني الأكبر في تاريخه، والذي تميز بموجات تسونامي تغمر القرى المجاورة.
تجسد هذه الأحداث مدى القوة الهائلة للقوى الطبيعية، والتي تترك آثاراً مدمرة وتؤثر بشكل كبير على البيئة والحياة البشرية. إنها تذكير قوي بضعف الإنسان أمام قوة الطبيعة، وبالضرورة لاتخاذ التدابير الوقائية والإعداد المسبق لمواجهة مثل هذه الأحداث المدمرة في المستقبل.