في الألف الثاني قبل الميلاد، وبالتحديد خلال الفترة الممتدة بين العامين 1700 ق.م. و 1380 ق.م.، تعرضت سواحل سوريا لسلسلة من الكوارث الطبيعية القاسية التي شملت زلزالاً عنيفاً وتسونامياً مدمراً. وفقاً للنصوص الرملية المنقوشة المكتشفة، والتي تعتبر من بين أقدم الوثائق التاريخية المكتوبة، فإنه تم تسجيل حدوث تسونامي بشدة vi في هذه المنطقة، مما أسفر عن دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح تراوحت بين مئات إلى آلاف الأشخاص.
وتعود أحداث هذه الفترة المأساوية إلى ثورة بركانية هائلة ضربت جزيرة ثيرا في بحر إيجه، جنباً إلى جنب مع سلسلة من الزلازل القوية. وقد أدت هذه الكوارث الطبيعية المترافقة إلى اندثار المملكة الواعدة للمينوان في العصر البرونزي المتأخر على جزر بحر إيجه. لم يصلنا أي شاهد عيان عن هذه الأحداث إلى العصر الحديث، ولكن تم إعادة بناء سياق الأحداث باستخدام بيانات الجيولوجيا البحرية والأرضية والجيوكيمياء، جنباً إلى جنب مع الإشارات القليلة في السجلات التاريخية.
ومن خلال تحليل العينات الكيميائية للنظائر، تم التوصل إلى أن ثورة البركان الأولى وقعت قبل 25,000 عام، بينما الثانية وقعت قبل 5,000 عام على الأقل. وتم تحديد تاريخ الثورة الضخمة التي ضربت ثيرا بواسطة الكربون – 14 داخل قطعة من شجرة قديمة تحت طبقة الرماد على جزيرة ثيرا في الوقت الحالي، حيث تراوح تاريخ الثورة بين 1700 و 1620 ق.م.
وتم العثور على أدلة أكثر موثوقية على وصول تسونامي ناتج عن ثورة بركانية ثيرا إلى شواطئ الشرق الأدنى، من خلال استكشاف جيولوجي في منطقة مدينة أوغاريت السورية. تم حفر مكتبة من لوحات طينية محفورة بالخط الكتابي المسماري، وفي إحدى الأشعار تم فك رموزها لتحكي قصة غزو الميناء ونصف مدينة أوغاريت بواسطة موجة قوية تقريباً في عام 1380 ق.م.
تتيح هذه الأدلة اعتبار العام 1380 ق.م. تاريخاً محتملاً لثورة بركان ثيرا والتسونامي الذي تلاها، مما يؤكد على تأثير الكوارث الطبيعية الضخمة في تاريخ المنطقة وثقافتها.