في العام 1899، تعرضت منطقة خليج ياكوتات في ولاية ألاسكا الأمريكية لأحداث طبيعية مدمرة للغاية، حيث ضرب زلزال بلغت قوته 8.2 درجة على مقياس ريختر تلك المنطقة في العاشر من سبتمبر. وقد كان هذا الزلزال هو الأكبر في سلسلة من الهزات الأرضية التي ضربت منطقة خليج ياكوتات خلال شهر سبتمبر من ذلك العام.
تسبب هذا الحدث الكارثي في ارتفاع أقصى يبلغ 47 قدمًا على الجانب الغربي من خليج “ديسانشانتمنت”، وشعر به في منطقة تقدر مساحتها بحوالي 216,300 ميل مربع على اليابسة. وقد تم تفجير عدد من التسوناميات المنفصلة نتيجة للانتقالات التكتونية في خليج ياكوتات والانهيارات الجليدية والصخرية تحت الماء وفوق سطح البحر من فالديز إلى خليج ليتويا. كما تغير نظام الأنهار الجليدية في المنطقة.
وقد ورد في إحدى التقارير أنّ: “الحركات التكتونية وإلى حد ما، انهيار الكتل الضخمة من الجليد والصخور إلى الماء، كانت سبب ظهور تسونامي وظاهرة السيش.” وأيضاً: “كسرت لسان جليد هابارد على طول 9 كم وانزلقت لمسافة 1 كم داخل الخليج. تدفق الماء من البحيرة الصغيرة واندفع إلى الأسفل.”
وفي ياكوتات، وفقًا لشهود العيان، أصبح الماء مضطربًا للغاية بعد الزلزال، وعلى الأقل حتى ساعات الليل الأولى ارتفعت وانخفضت مستوياته بمقدار 2.5-3 أمتار (8-10 أقدام) كل 8-10 دقائق.
وبحسب أحد الحسابات، فإنّ: “بمجرد انتهاء الزلزال، جرفت المد تدفقات البحر من البحر. وكان هناك على الأقل ثلاثة أمواج كبيرة. ارتفع مستوى الماء من علامة حديث المد، التي حدثت في وقت الزلزال، إلى 0.3 متر (قدم واحد) فوق علامة المد العالية، أي ارتفع بمقدار 4.5 متر (15 قدمًا). تشكلت دوامات في الخليج، حيث تدور الأشجار وأخشاب الطفو وجميع أنواع الأوساخ بسرعة كبيرة لدرجة أنه من الصعب تتبع الأجسام الفردية. تشكلت رغوة الماء وتغطت بالرغوة على كل الشريط الكبير. وعند وصولها إلى قناة المنشرة، مزقت الدوامة المنشرة وحملتها بعيداً في لحظة.”
ووفقًا لشاهد عيان آخر، بعد الزلزال بدأ الماء في الخليج يتراجع بعنف وتجاوز خطوط مد منخفضة جدًا. وبعد ذلك بوقت قصير، عاد الماء بتيار قوي وغمر الشاطئ على مسافة كبيرة. غمرت وغسلت كل شيء حول المساكن الهندية، وكادت تُغرق المساكن تقريبًا بأكملها.
وبذلك، كانت هذه الأحداث الطبيعية المروعة تاريخًا مأساويًا في تاريخ منطقة خليج ياكوتات، وأثرت بشكل كبير على البيئة والبنية التحتية في المنطقة.