في سبتمبر عام 1926، بالتحديد في اليوم السادس عشر، شهدت جزر سليمان حدثاً طبيعياً مدمراً بشكل لم يسبق له مثيل، حيث تعرضت المنطقة لزلزال بقوة 6.9 درجة على مقياس ريختر، وقد وقع هذا الزلزال في الساعة 17:59 بالتوقيت المحلي. تأثيرات هذا الزلزال لم تكن محصورة فقط في الهزات الأرضية، بل امتدت إلى تكون موجات مد بحري مدمرة، ما أدى إلى حدوث موجات تسونامي مدمرة.
من المؤكد أن السكان المحليين لم يكونوا مستعدين لمثل هذا الحدث الكارثي، حيث وصفوا سماع دوي يشبه دوي الرعد المبعثر في الأفق البعيد، يزداد تكاثراً مع اقترابه، وبدء تأرجح ودوران سطح الأرض لعدة ثوانٍ متواصلة. كما أحسوا بظاهرة غير عادية منخفضة للغاية لمستوى المد، والتي قد تكون مرتبطة بفترة الاعتدال ومراحل القمر. تغير لون الماء البحري إلى الأسود الداكن، وتطايرت جميع أنواع الكائنات البحرية على ظهورها بطونها في مراحل مختلفة من الشلل والموت، مما أدى إلى انبعاث رائحة كريهة عند انحسار المد.
وفي أعقاب الزلزال، جففت بحيرة في منطقة أوفي تماماً، ثم بدأت موجة الإدراج كسلسلة من الموجات العاتية التي غمرت الشاطئ، محطمة كل شيء في طريقها. دخلت الموجات من الجهة الشمالية للبحيرة، تصادمت وتلاطمت على بعضها في وسط البحيرة، مما أدى إلى نشوء دوامات وموجات عاتية. ثم غادرت المياه البحيرة وعادت مرة أخرى، وتكرر هذا الظاهرة ثلاث مرات ثم استمرت مع كل تقدم جديد يكون أصغر من السابق حتى هدأت الأمور أخيراً.
يشير تقرير Svensen إلى أن منطقة التأثير الأكبر للتسونامي امتدت على طول 55 كيلومترًا من الساحل الغربي لجزيرة غوادالكانال بين الرأس الغربي ورأس إسبيرنس. غمرت المد السهول المنخفضة بأكملها، بالإضافة إلى جزيرة كوكوماريكي. حتى أنه وفقاً لـ Svensen، كانت المد أدنى مستوياته، وكان القمر في الربع الأخير قبل حدوث التسونامي.
على الرغم من أن البيانات الاستشعارية والماكروسيسمية حول الزلزال لم تكن متطابقة بشكل مرضٍ، فقد أظهرت التقارير أن الحدث أدى إلى إغراق مرفأ غوادالكانال وجزيرة كوكوماريكي بالكامل. تكررت الكوارث الطبيعية مثل هذه تجاهلت موجة من الذعر والخسائر البشرية والمادية، مما يجعلنا نتأمل في ضرورة تعزيز الاستعدادات والتحذيرات لمثل هذه الأحداث في المستقبل، حتى نتمكن من التصدي لها بشكل أفضل وتقليل الأضرار الناتجة عنها.