شرح سنن الرسول المهجورة للأطفال
السنن النبوية هي الأعمال والأقوال التي كان يفعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية، سواء كانت في عبادته أو تعاملاته مع الناس. هذه السنن تُعدّ مرشداً للمسلمين، إذ تُظهر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش حياته ويتعامل مع مختلف الظروف. لكن، مع مرور الزمن، قد غفل الكثير عن بعض هذه السنن المهجورة التي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية.
مفهوم السنن المهجورة
السنن المهجورة هي تلك الأعمال أو التصرفات التي تركها الكثير من الناس ولم يُداوموا عليها، رغم أنها من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تحدث عنها العلماء كثيراً واعتبروها من الأمور التي يجب أن يُعيد المسلمون إحياؤها في حياتهم اليومية.
أهمية إحياء السنن النبوية
يعد إحياء السنن النبوية من أهم سبل التقرب إلى الله عز وجل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده». ومن خلال العودة إلى هذه السنن، لا تقتصر الفائدة على نيل الأجر والثواب فقط، بل أيضاً على تحصيل الطمأنينة والراحة النفسية التي كان يكتسبها النبي صلى الله عليه وسلم من خلال اتباع هذه السنن.
السنن المهجورة التي يجب تعليمها للأطفال
من المهم تعليم الأطفال بعض من هذه السنن النبوية المهجورة، إذ يمكن أن تكون مفيدة لهم في حياتهم اليومية وتقوي علاقتهم بالله ورسوله. سنستعرض بعضاً من السنن المهجورة التي يمكن للأطفال أن يلتزموا بها.
1. الوضوء قبل النوم
النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الوضوء قبل النوم، حيث قال: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة». الوضوء قبل النوم يعد من السنن المهجورة التي يجهلها العديد من الأطفال. تعلم الطفل كيفية الوضوء قبل النوم يعلمه الطهارة والنظافة ويجعله أقرب إلى الله.
2. التسبيح بعد الصلاة
بعد الصلاة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تسبيح الله سبحانه وتعالى. كان يقول: «سبحان الله» ثلاثاً وثلاثين مرة، و«الحمد لله» ثلاثاً وثلاثين مرة، و«الله أكبر» أربعاً وثلاثين مرة. تعليم الأطفال هذه التسبيحات بعد الصلاة يُزيد من شعورهم بالقرب من الله ويرسخ لديهم فكرة العبادة المستمرة.
3. الاستيقاظ لصلاة الفجر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها، وكان يستيقظ باكراً ويحث أصحابه على ذلك. علم الأطفال ضرورة الاستيقاظ لصلاة الفجر وأداء الصلاة في وقتها يعتبر من أهم السنن التي ينبغي الحفاظ عليها. ومن خلال ذلك، يتعلم الطفل الانضباط والقدرة على مواجهة التحديات اليومية.
4. التبسم في وجه الآخرين
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التبسم في وجه الآخرين ويعتبره صدقة، حيث قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة». التبسم في وجه الآخرين من السنن المهجورة التي يمكن للأطفال تعلمها بسهولة. فعندما يتعلم الطفل أن يكون مبتسماً، فإنه يعكس ذلك تأثيراً إيجابياً على الآخرين ويسهم في نشر السعادة.
5. استخدام السواك
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على استخدام السواك لتنظيف أسنانه، حيث قال: «السواك مطهرة للفم مرضاةٌ للرب». رغم أن السواك قد يبدو قديماً للبعض، إلا أن تعليمه للأطفال يساعد في الحفاظ على صحة الفم ويزيد من اتباع السنن النبوية في حياتهم.
6. الجلوس في مجالس الذكر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصص وقتاً للجلوس مع الصحابة في مجالس الذكر، حيث كانوا يتداولون معاً الحديث عن الله ورسوله. تربية الطفل على حضور مجالس العلم والذكر تجعله أكثر قرباً لله وتوسع من مداركه العقلية والفكرية.
7. الإفطار على التمر والماء
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على إفطار رمضان بتناول التمر والماء، حيث قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على التمر». هذه السنّة قد تكون مهجورة في بعض الأوقات، ولكن تعلم الطفل الإفطار على التمر يساهم في تعزيز السنة والابتعاد عن تناول الأطعمة غير الصحية.
8. الجلوس على الأرض
من السنن المهجورة التي كان يلتزم بها النبي صلى الله عليه وسلم هي الجلوس على الأرض عند تناول الطعام أو في أي مكان آخر. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الجلوس في وضعية متواضعة تميزت بالتواضع والاحترام. تعليم الأطفال هذه السنن يساعد في بناء شخصية متواضعة وملؤها الاحترام للآخرين.
9. السلام على الناس عند اللقاء
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ اللقاء بالسلام، وكان يقول: «من لقيتم من أهل الإسلام فسلموا عليه». تعليم الأطفال كيفية إلقاء السلام عند اللقاء بالآخرين يعزز من مفهوم الإحترام المتبادل ويشجع على بناء علاقات اجتماعية جيدة.
10. حسن الاستماع للآخرين
من السنن المهجورة التي يجب تعليمها للأطفال هو حسن الاستماع للآخرين. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن الاستماع لكل من تحدث إليه، ولم يكن يقاطعه أو يتعجل في الرد. هذه السمة تُعد من الأسس التي تُعلم الأطفال احترام آراء الآخرين والاستماع إليهم بانتباه.
11. استعمال اليد اليمنى في الأكل والشرب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على استعمال يده اليمنى في الأكل والشرب، قائلاً: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه». هذه السنة تعزز من احترام الطفل لقيم النظافة والآداب الاجتماعية.
12. الاعتدال في الطعام
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الاعتدال في الطعام، حيث كان يأكل ويشرب بكميات معتدلة ويتجنب الإفراط في الطعام. تعليم الأطفال كيفية الاعتدال في الطعام يعزز لديهم سلوكيات صحية في الأكل ويساعد في حماية صحتهم.
13. الدعاء قبل وبعد الطعام
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الدعاء قبل الطعام وبعده، قائلاً: «اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار». تعليم الأطفال الدعاء قبل وبعد الطعام يُشعرهم بوجود الله في حياتهم اليومية ويُعلمهم كيفية شكر الله على نعمه.
14. الاعتناء بالعلاقة مع الجيران
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُولي الجيران أهمية خاصة ويحث على معاملتهم بالحسنى. تعليم الأطفال أهمية حسن المعاملة مع الجيران يعتبر من السنن المهمة التي تساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وبناء مجتمع مترابط.
15. زيارة المريض
من السنن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُؤكد عليها هي زيارة المريض، فقد كان يقول: «من عاد مريضاً لم يُزل في خُرفة الجنة». تعليم الأطفال كيف يكونون حريصين على زيارة المرضى يُعدّ من أسس التعامل الرحيم والمحب مع الآخرين.
الختام
من خلال هذه السنن النبوية المهجورة التي ذكرناها، نُلاحظ أهمية إحياء هذه العادات في حياة الأطفال. لا تقتصر هذه السنن على تقوية علاقة الأطفال بالله ورسوله، بل إنها أيضاً تساهم في بناء شخصية متوازنة ومتكاملة. إحياء السنن النبوية ليس مجرد تكرار لأفعال ماضية، بل هو نهج حياة يُنمي الروحانية والأخلاق الحميدة.
