“بعيدًا عن الأرض الموعودة: اليهود والعرب على الطريق الوعر نحو إسرائيل جديدة”، يأتي هذا العنوان كأحد أبرز الأعمال التي تسلط الضوء على التحولات والتحولات السياسية الكبيرة في إسرائيل خلال السبع سنوات الأخيرة التي كانت حافلة بالاضطرابات المدنية والتحديات الدبلوماسية. يعمل الكاتب جلين فرانكل، الحائز على جائزة بوليتزر، على فتح أبواب هذه الفترة المضطربة، حيث تحولت الاعتقادات والممارسات الطويلة الأمد التي كانت في قلب المجتمع الإسرائيلي، وتم تحديها وتغييرها في نهاية المطاف.
بدايةً من انتفاضة الفلسطينيين، الانفجار المفاجئ للغضب الشعبي والتوقعات العظيمة التي هزت الوضع القائم المنخفض التكلفة والمؤلم الذي كان يتجمد فيه إسرائيل ومواطنوها الفلسطينيون لمدة عشرين عامًا، يرسم فرانكل صعود القوى السياسية الجديدة داخل إسرائيل، والأدوار التي لعبتها وصول نحو نصف مليون مهاجر يهودي، ووفاة الاشتراكية، وانحسار القوة العسكرية العربية، وتفوق الولايات المتحدة جميعها في إعادة صياغة الدولة اليهودية.
فرانكل يروي هذه القصة من خلال قصص الأشخاص الذين تورطوا في التغيير. بعض الشخصيات، مثل رؤساء الوزراء إسحاق شامير وإسحاق رابين والناشط الروسي ناتان شارانسكي، هم من الشخصيات الرئيسية التي تعرف أسماؤهم ووجوههم جيدًا. بينما البعض الآخر، مثل زعيم الحزب الديني آري ديري، والجنرال في الجيش عمرام ميتزنا، وسياسي حزب الليكود دان مريدور، معروفون لمعظم الإسرائيليين ولكنهم أقل شهرة في العالم الخارجي. وهناك آخرون، مثل الكيبوتسي السابق حايم جورن والأكاديمي الفلسطيني جاد إسحاق، يكادون لا يعرفون خارج مجتمعاتهم الصغيرة.
في هذا الكتاب، تجد جميع هذه القصص المتشابكة والتحولات الهائلة التي عاشتها إسرائيل ملخصة وموجزة بشكل مدهش. كتاب يستحق القراءة لفهم أعمق للصراعات والتحولات التي شهدتها هذه البلاد على مر السنين، والتي تأثرت بها السياسة والثقافة والمجتمع بشكل كبير.
“بعيدًا عن الأرض الموعودة” يعد رحلة في عالم معقد من السياسة والتاريخ والثقافة، حيث ينقلنا جلين فرانكل بأسلوبه السلس والشيق إلى قلب التحولات الكبرى التي شهدتها إسرائيل، ويكشف عن قصص الأفراد الذين كانوا جزءًا من هذه الرحلة الصعبة والمليئة بالتحديات والآمال.