كتب أجنبية

تحليل نقدي لكتاب هوليوود مقابل أمريكا لمايكل ميدفيد

في كتابه الذي حمل عنوان “هوليوود مقابل أمريكا: الكتاب الذي كشف بشكل مثير عن كيفية ولماذا قامت صناعة الترفيه بكسر العهد مع جمهورها”، استعرض مايكل ميدفيد، أحد أشهر نقاد السينما في الولايات المتحدة، سبب توجه الثقافة الشعبية بشكل متسارع نحو أوجه معادية للقيم التي يعتز بها معظم الأمريكيين. يطرح ميدفيد تساؤلات حول سبب استهداف صناعة الترفيه للديانة، وتمجيد العنف، وتقويض الأسرة، والتهكم من الوطنية.

في سعيه لتفسير هذه الظاهرة، يقوم ميدفيد بتحليل كيف قامت هوليوود بكسر عهدها مع الجمهور، من خلال إنتاج أفلام وبرامج تلفزيونية وموسيقى شعبية تزيد من تفاقم كل مشكلة اجتماعية خطيرة نواجهها، بدءًا من حالات الحمل في سن المراهقة حتى العنف في الشوارع.

وفي حجج قوية، يؤكد ميدفيد أن صناعة الترفيه تتبع هواجسها المظلمة الخاصة، بدلاً من تلبية ما يرغب به الجمهور. وفي الواقع، قد أظهر الجمهور لأفلام السينما وبرامج التلفزيون الشبكية خيبة أمله العميقة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى عواقب كارثية على العديد من شركات الترفيه.

وفي هذه الأثناء، يشكو أعداد هائلة من مواطنينا من سوء جودة ثقافتنا الشعبية، ويصفون عروض وسائل الإعلام الجماعية بأنها الأسوأ على الإطلاق. يؤكد ميدفيد أن هوليوود تتجاهل قيم الأسر الأمريكية العادية، مهاجمة إياها وتتبع أجندة إيديولوجية ذاتية تدمر الأمة بشكل عام وتؤذي مصالح الصناعة ذاتها.

في فصول قوية حملت عناوين مثل “الهجوم على الدين”، و”إدمان العنف”، و”تشجيع الإلحاد”، و”الهوس باللغة البذيئة”، و”الأطفال يعرفون بشكل أفضل”، و”دوافع الجنون”، يُسلط ميدفيد الضوء على الثيمات الأساسية التي تظهر مرارًا وتكرارًا في ثقافتنا الشعبية. كما يقدم دليلاً قاطعًا على التأثير المروع الذي تتركه هذه الرسائل في العالم الحقيقي على مجتمعنا وأطفالنا.

وأخيرًا، يُظهر ميدفيد المكان والطريقة التي اتخذتها هوليوود في الوقت الحالي نحو الأزمة الحالية، ويوضح الجهود الواعدة داخل وخارج الصناعة لاستعادة قليلاً من العقلانية والضبط لوسائط الترفيه الجماعي. ومن المؤكد أن “هوليوود مقابل أمريكا” سيثير ردود فعل قوية، سواء كانت تأييداً حماسياً أو احتجاجات غاضبة، حيث يواجه بجرأة وبشكل مباشر واحدة من أهم قضايا عصرنا.