كتاب “منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم” للكاتب أحمد صابر، يبرز بوضوح في عناوينه ومحتواه، فهو ليس مجرد عمل فلسفي عابر، بل هو استكشاف عميق للمنهج القرآني وتأثيره وسيطرته. يجسد هذا الكتاب جهودًا جادة لفهم القرآن والتمحيص الفلسفي لمضمونه، ويتخذ من البحث والتحليل منهجاً رصيناً للوصول إلى نتائج موضوعية ومقنعة.
عند قراءة الكتاب، يبهرنا بشدة الكاتب الدكتور صابر مولاي أحمد بأسلوبه السلس والواضح، الذي يجذب القارئ ويحافظ على انتباهه على مدار صفحات الكتاب الـ344. فالنقاوة في العبارة ووضوح الفكرة تبرزان كسمتين أساسيتين في هذا العمل، مما يجعل القراءة تجربة ممتعة ومثرية في الوقت نفسه.
ومن أهم ما يميز هذا الكتاب هو رصانة الحجج والبراهين التي يقدمها الكاتب، حيث يبتعد عن الاعتماد الكلي على البلاغة في بناء حجته، ويعتمد بدلاً من ذلك على الحجج العقلية والمنطقية التي تجعل قراءته أكثر اقناعاً وإقناعاً.
لا يقتصر دور هذا الكتاب على تقديم فهم فلسفي للقرآن، بل يمتد أيضاً إلى فلسفة الحياة نفسها، حيث يفتح النقاش حول مفهوم التصديق والهيمنة، وكيف يمكن لهذه القيم أن تؤثر في حياة الإنسان وفهمه للواقع.
باختصار، فإن كتاب “منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم” يعتبر إضافة قيمة لمكتبة الفلسفة، حيث يقدم تحليلاً عميقاً ومفصلاً لمضمون القرآن الكريم بأسلوب سلس وواضح، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لكل من يهتم بالفهم العميق للدين والفلسفة.