“العظمة المشكوك فيها: هنري كيسنجر وسياسة الخارجية الأمريكية” هو عنوان الكتاب الذي ألفه روجر موريس ونشرته دار نشر هاربر في يناير من عام 1977. يعتبر هذا الكتاب موردًا قيّمًا لفهم الطبيعة المعقدة للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد الإدارة التي عمل فيها هنري كيسنجر كمستشار للأمن القومي ولاحقًا كوزير للخارجية تحت رئاستي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
روجر موريس، المؤلف، كان نفسه يعمل ضمن الحكومة الأمريكية وهو يحمل خبرة واسعة ومعرفة دقيقة حول كواليس السياسة الأمريكية، مما جعل كتابه مصدرًا غنيًا بالمعلومات الداخلية والتحليل النقدي. في هذا العمل، يسلط موريس الضوء على شخصية كيسنجر وطريقته في التعامل مع الأزمات الدولية، ويقدم نقدًا لاذعًا للقرارات التي أثرت في مجريات الأحداث العالمية خلال السبعينيات.
يتناول الكتاب بشكل خاص الدور الذي لعبه كيسنجر في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو عدة قضايا رئيسية، مثل العلاقات مع الاتحاد السوفييتي والصين، والحرب في فيتنام، والتدخلات في أمريكا اللاتينية، والأزمة في الشرق الأوسط. يستعرض موريس كيفية استخدام كيسنجر للدبلوماسية السرية والتفاوضات المعقدة، مما جعله شخصية مثيرة للجدل يُنظر إليه على أنه براغماتي يسعى لتعزيز النفوذ الأمريكي، بينما ينتقده آخرون لتجاهله المزعوم للأخلاقيات الدولية وحقوق الإنسان.
إحدى النقاط البارزة في الكتاب هي الطريقة التي يتناول بها موريس سياسة كيسنجر في الشرق الأوسط، حيث يقوم بتفصيل دوره في تسهيل اتفاقيات السلام والتحركات الدبلوماسية التي كان لها تأثير دائم على المنطقة. الكتاب يشمل أيضًا تحليلاً لزيارة كيسنجر الشهيرة إلى الصين في عام 1972، وهي خطوة كانت حاسمة في إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية خلال الحرب الباردة.
بالإضافة إلى الجوانب السياسية، يقدم “العظمة المشكوك فيها” أيضًا فحصًا شاملاً للأبعاد الشخصية والأخلاقية لكيسنجر. يتطرق موريس إلى التحديات والتناقضات التي شكلت شخصيته وأسلوبه القيادي، مما يوفر للقارئ فهمًا أعمق لكيفية تأثير شخصيته على قراراته السياسية.
على الرغم من أن الكتاب يقدم نظرة نقدية لكيسنجر، إلا أنه يسعى أيضًا لتقديم توازن من خلال استعراض الإنجازات التي تم تحقيقها خلال فترة خدمته. هذا يشمل تقديره لقدرة كيسنجر على التنقل بين القوى العظمى وإدارة الأزمات الدولية بمهارة عالية.
في الختام، يعتبر الكتاب مصدرًا غنيًا بالمعلومات لأي شخص مهتم بفهم دقائق السياسة الخارجية الأمريكية في عصرها الذهبي، ويقدم تحليلاً شاملاً للتأثير العميق الذي أحدثه هنري كيسنجر في مجال السياسة الدولية. الكتاب يُعد بمثاب