مؤشر الدول الهشة، والذي يُعد من أهم الأدوات التحليلية في مجالات الأمن والسياسة الدولية، يقوم بتصنيف الدول استنادًا إلى عدة معايير أساسية تشمل الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية، وحتى مدى الشرعية الدولية. يعتمد إعداد هذا المؤشر على عملية تقييم شاملة تستند إلى أربعة أقسام رئيسية، والتي تتعلق بالتماسك والاقتصاد والسياسة والمجتمع.
في قسم التماسك، يُقسم التقييم إلى ثلاث مؤشرات رئيسية، يتم تقييمها من 0 إلى 10، حيث تمثل قيمة 0 الأمان الكامل و10 العدم الأمان الكامل. يتناول أولاً مؤشر أجهزة الأمن الذي يركز على تهديدات الأمان وثقة المواطنين في أداء أجهزة الأمن. يليه مؤشر النخب الحزبية الذي ينظر إلى الصراعات السياسية وتمثيل النخب الحاكمة للشعب. وأخيرًا، يتعامل مؤشر المظالم الاجتماعية مع الانقسامات في المجتمع على أساسات سياسية أو اجتماعية.
أما في قسم الاقتصاد، يتم تقييمه من خلال ثلاثة مؤشرات. يشمل مؤشر التدهور الاقتصادي والفقر على معدلات البطالة والتضخم والناتج القومي الإجمالي. ويُلقي مؤشر التنمية الاقتصادية غير المتكافئة الضوء على التفاوت في التنمية الاقتصادية بناءً على العوامل العرقية أو الدينية. ويتمثل المؤشر الثالث في هروب البشر وهجرة الأدمغة، والذي يحلل هجرة العقول النيرة نتيجة لضغوط اقتصادية أو اضطهاد فكري أو سياسي.
أما في قسم السياسة، فيتم التركيز على ثلاثة مؤشرات أخرى. يُقيّم مؤشر شرعية الدولة مدى ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وتمثيلها لهم. وينظر مؤشر الخدمات العامة إلى قدرة الدولة على تقديم الخدمات للمواطنين، بما في ذلك الصحة والتعليم والبنية التحتية. ويُلقي مؤشر حقوق الإنسان وسيادة القانون الضوء على حماية واحترام مؤسسات الدولة للحريات المدنية والعلاقة بين الدولة ومواطنيها.
أخيرًا، يندرج المجتمع تحت القسم الرابع، حيث يتم تقييم الضغوط الديموغرافية ومؤشر اللاجئين والنازحين ومدى التدخل الخارجي. وبناءً على هذه القياسات، يُصنّف الدول إلى ثلاث فئات: دول ذات إنذار، دول ذات تحذير، ودول ذات استقرار. تبرز اليمن كدولة أكثر هشاشة، بينما تحتل فنلندا المرتبة الأخيرة كدولة أكثر استقراراً. يتم تحديث هذا التصنيف سنويًا ويمكن الاطلاع عليه من خلال موقع صندوق السلام.
المزيد من المعلومات
مؤشر الدول الهشة هو تقييم سنوي يُعد بواسطة صندوق السلام، ويتميز بالدقة والشمول في تقديم صورة شاملة لحالة الدول في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يستخدم هذا المؤشر لتحليل الاستقرار والتنمية في الدول حول العالم، ويساعد في فهم التحديات التي تواجهها هذه الدول وتصدير الحلول والدعم الدولي إليها.
فيما يتعلق بالتصنيف الجغرافي للدول، توفر صندوق السلام ثلاث فئات رئيسية للدول حسب درجة هشاشتها. الدول ذات الإنذار الأعلى هي الأكثر هشاشة، تليها الدول ذات التحذير، ثم الدول ذات الاستقرار. يتم تقدير مدى الهشاشة بناءً على العديد من المعايير المحددة، والتي تشمل الأمان والاقتصاد والسياسة والمجتمع.
من الجدير بالذكر أن المعايير المستخدمة لتقييم هذا المؤشر قد تتغير مع تقدم الوقت وتغير الأحداث الدولية. وبالتالي، يتطلب فهم دقيق للسياق الدولي وتحليل مستمر لتحديث التصنيف وضمان دقته.
من المثير للاهتمام أيضًا أن تصنيف الدول يمكن أن يكون عاملًا هامًا في توجيه المساعدات الإنسانية والدعم الدولي، حيث يُستخدم هذا التحليل لتحديد الأولويات وتوجيه الجهود نحو الأماكن التي تحتاج إلى المساعدة بشكل أكبر.
يُشير مؤشر الدول الهشة إلى الأهمية المتزايدة لفهم الديناميات العالمية وتأثيرها على الاستقرار الدولي، مما يعزز الحاجة إلى تعاون دولي قائم على الفهم العميق للتحديات والفرص التي تواجهها الدول في مجالات متعددة.