علاج صداع التوتر وأسبابه

جدول المحتوى

تعريف صداع التوتر وكيفية علاجه

يعد صداع التوتر من أكثر أنواع الصداع شيوعًا بين الأشخاص، حيث يعاني منه كثيرون في مراحل مختلفة من حياتهم، سواء في سن مبكرة أو في مرحلة البلوغ. يتسم هذا الصداع بآلام متوسطة إلى خفيفة في الرأس، ويشعر المصاب به وكأن رأسه محاط بحزام ضيق أو ضغط مستمر. وعلى الرغم من كونه من الأنواع التي قد تكون مزمنة لدى بعض الأفراد، إلا أن صداع التوتر لا يعتبر عادةً حالة طبية خطيرة. ومع ذلك، فإنه يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين به. في هذا المقال، سوف نتناول تعريف صداع التوتر بشكل مفصل، العوامل التي تساهم في ظهوره، وأحدث أساليب العلاج المتاحة له.

تعريف صداع التوتر

صداع التوتر هو نوع من الصداع يحدث نتيجة لتقلصات وتوترات عضلية في منطقة الرقبة وفروة الرأس. غالبًا ما يكون هذا الصداع ناتجًا عن ضغوط نفسية أو جسدية طويلة الأمد، مثل الإجهاد العاطفي، القلق، أو وضعيات الجلوس الخاطئة. عادة ما يشعر الشخص المصاب بصداع التوتر كأن رأسه محاط بحزام ضيق أو ضغط مستمر يمتد إلى جانبي الرأس أو خلفه. يمكن أن يرافق هذا الصداع الشعور بالإرهاق أو التوتر العضلي في الرقبة والأكتاف.

يعتبر صداع التوتر من الأنواع التي لا ترتبط عادةً بأعراض مصاحبة أخرى مثل الغثيان أو التقيؤ، وهي الأعراض التي قد تصاحب أنواع أخرى من الصداع مثل الصداع النصفي. ومع ذلك، قد يشعر المصاب به أحيانًا بحساسية مفرطة تجاه الضوء أو الصوت، ولكن بشكل أقل وضوحًا مقارنةً بأنواع الصداع الأخرى.

أنواع صداع التوتر

يتنوع صداع التوتر إلى نوعين رئيسيين، بناءً على مدى تكرار النوبات وشدتها:

الصداع التوتري العرضي: هذا النوع هو الأكثر شيوعًا ويحدث بشكل غير منتظم. قد تكون النوبات خفيفة إلى متوسطة وتستمر لبضع ساعات، وغالبًا ما تختفي بمجرد التخلص من التوتر أو استرخاء العضلات.
الصداع التوتري المزمن: يحدث هذا النوع بشكل منتظم لأكثر من 15 يومًا في الشهر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر. يكون الألم في هذا النوع أكثر استمرارية، وقد يؤثر على حياة الشخص بشكل ملحوظ. يعتبر هذا النوع أكثر تعقيدًا من حيث العلاج.

أسباب صداع التوتر

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث صداع التوتر. ومن بين أبرز هذه الأسباب:

الضغوط النفسية: تعتبر الأسباب النفسية من أكثر العوامل شيوعًا في حدوث صداع التوتر. التوتر الناتج عن العمل، الأسرة، العلاقات الشخصية، أو الأعباء المالية قد يؤدي إلى شد العضلات في منطقة الرأس والرقبة، مما يتسبب في ألم الرأس.
القلق والاكتئاب: يمكن أن يسهم القلق المفرط أو الاكتئاب في زيادة التوتر العضلي، مما يؤدي إلى ظهور صداع التوتر. فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصداع.
الإجهاد البدني: الأنشطة البدنية المفرطة أو الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير صحية قد تؤدي إلى شد العضلات في الرقبة والكتفين، وهو ما يسبب الألم الناتج عن صداع التوتر.
مشاكل النوم: النوم غير الكافي أو اضطرابات النوم مثل الأرق قد تساهم في زيادة توتر العضلات، مما يؤدي إلى حدوث صداع التوتر.
العوامل البيئية: يمكن لبعض العوامل البيئية مثل الضوضاء المستمرة أو الإضاءة الساطعة أن تساهم في زيادة التوتر وتؤدي إلى الصداع.
التدخين: يُعتبر التدخين أحد العوامل التي قد تساهم في تفاقم صداع التوتر، وذلك بسبب تأثيره على تدفق الدم والأوكسجين إلى الرأس.

أعراض صداع التوتر

تتمثل أعراض صداع التوتر في شعور مستمر بالضغط أو الشد في الرأس، وقد تتفاوت شدة هذه الأعراض من شخص لآخر. عادة ما تكون الأعراض كالتالي:

ألم خفيف إلى متوسط في جانبي الرأس أو في مؤخرة الرأس.
شعور بضغط محيط بالرأس، وكأن الشخص يرتدي قبعة ضيقة أو حزامًا.
ألم في الرقبة أو الأكتاف، بسبب توتر العضلات في هذه المناطق.
الصداع لا يصاحبه عادةً أعراض غثيان أو تقيؤ، كما في الصداع النصفي.
الشعور بالإرهاق أو التعب، نتيجة للآلام المستمرة.
حساسية تجاه الضوء أو الصوت، ولكن بدرجة أقل من الصداع النصفي.

تشخيص صداع التوتر

لتشخيص صداع التوتر، يعتمد الأطباء بشكل رئيسي على الأعراض المبلغ عنها من قبل المريض وتاريخه الطبي. غالبًا ما يتم تشخيص هذا النوع من الصداع من خلال ما يُسمى بـ “التشخيص السريري”، الذي يشمل:

التاريخ الطبي: يقوم الطبيب بجمع معلومات مفصلة عن أعراض المريض، تكرار نوبات الصداع، ومدى تأثيرها على حياته اليومية.
الفحص البدني: قد يطلب الطبيب فحصًا بدنيًا شاملًا، حيث يتم فحص العضلات في الرأس والرقبة للتأكد من وجود أي توتر عضلي قد يسبب الألم.
استبعاد الأنواع الأخرى من الصداع: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد أي أسباب أخرى للصداع، مثل الأورام أو اضطرابات الأوعية الدموية.