كتاب “صحافة الحركة القومية الاجتماعية في الوطن والمهجر (1933-1949)” من تأليف جهاد نصري العقل يُعتبر عملًا استثنائيًا يرصد دور الصحافة في الفترة الزمنية المحددة من تاريخنا، تلك الفترة المحورية التي شهدت تحولات كبيرة في العالم العربي والعالم بشكل عام. يمتد التحليل في الكتاب على مدى 1136 صفحة، محددًا بدقة وتفصيل كبير كيف أسهمت وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وتوجيه المسار السياسي والاجتماعي للمجتمعات، وبخاصة في محيط الحركة القومية الاجتماعية.
من خلال دراسة الصحافة في الوطن والمهجر، يتناول العقل في كتابه هذا مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية التي أثرت على الصحافة وكيف تأثرت هي بدورها بتلك العوامل. فهو يسلط الضوء على دور الصحافة في تشكيل الوعي الوطني وتعزيز الانتماء الوطني، وكذلك يناقش تأثير الأحداث السياسية والتحولات الاجتماعية على الخطاب الصحفي وكيف تفاعلت الصحافة معها.
من خلال رصده للأحداث والمواقف التي شهدتها الصحافة في تلك الفترة، يتيح الكتاب فهمًا عميقًا للسياق التاريخي والثقافي والسياسي الذي كانت تعيشه المجتمعات في تلك الفترة المحورية. وبفضل التحليل الدقيق والشامل الذي يقدمه العقل، يُعتبر الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بدراسات الصحافة والتاريخ السياسي والاجتماعي، حيث يضيف قيمة كبيرة للمكتبة العربية والدولية في هذا المجال.
وتأتي قيمة هذا العمل أيضًا من شموله الفعاليات الصحافية في الوطن والمهجر، مما يسلط الضوء على الروابط والتفاعلات بين المجتمعات العربية في مواقعها المحلية والخارجية. وتجسيدًا لجهود الباحث الدؤوبة، تبرز في هذا الكتاب المعلومات الثرية والتحليلات العميقة التي تضيف فهمًا جديدًا وشاملاً لدور الصحافة في تلك الفترة المحورية من تاريخنا.