في العدد السابع من مجلة “أبعاد”، يُسلط الضوء على واقع البيئة في لبنان، وكيف أدركت الحكومة أهمية التحديات البيئية بعد الحرب، ما دفعها لإنشاء وزارة البيئة بهدف تركيز جهودها في هذا السياق الحيوي. ورغم جهود الوزارة في رعاية مشاريع الدراسات واقتراحات القوانين، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة تتمثل في نقص الموارد البشرية والمادية اللازمة لتحقيق أهدافها الرامية إلى الحفاظ على البيئة.
تتجلى مشكلة الوزارة في ضعف السلطة الممنوحة لها لفرض التوجيه البيئي وتحقيق الالتزام به، مما يجعلها تبقى في حدود دور استشاري، في حين تتداخل الأنشطة الحكومية المتعلقة بالبيئة مع صلاحيات وزارات أخرى، مثل التعامل مع النفايات الصلبة والسائلة، الغابات، الشواطئ، وغيرها، دون توجيه بوصفها مسؤولية متخصصة.
ومع وجود اقتراحات لتعزيز سلطة وزارة البيئة أو إنشاء هيئة مستقلة، يظل الإدارة البيئية في لبنان مشتتة بين وزارات متعددة، مما يجعلها عرضة للمساومات السياسية الشائعة. وفي هذا السياق، يثير العدد السابع من “أبعاد” قضايا البيئة في لبنان، متناولاً مواضيع متنوعة منها تلوث الهواء، ووضع المياه الجوفية والسطحية، وواقع الشواطئ، وتأثيرات الحياة الحيوانية والنباتية، وواقع الغابات، وحالة التربة، وقضايا الزراعة والطعام.
يعكس العدد تنوع الاهتمامات في الدراسات، التي قام بها نحو 40 خبيرًا بيئيًا في لبنان، والتي قُدِّمَت في ندوة نظمها المركز اللبناني للدراسات بالتعاون مع الوكالة الكندية للتنمية العالمية ومؤسسة فريدريش ايبرت في فبراير 1997. يتناول البحث مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من القضايا الصحية وموارد الطاقة، وصولاً إلى الإدارة العمرانية والمواقع الثرية، والقضايا التجارية وقضايا التمويل والجدوى الاقتصادية.
وفي ختام هذا العدد، يظهر الوعي بأهمية دور المجتمع المدني والحاجة الملحة إلى دراسات وتخطيط أكثر تعمقًا لضمان استدامة وتحسين الوضع البيئي في لبنان. يستمر “أبعاد” في تقديم مساهماتها للنقاش العام حول القضايا البيئية وتوفير رؤى فريدة لتعزيز التوعية واتخاذ القرارات السليمة في هذا السياق.