تسنين الأطفال: عملية معقدة وطبيعية
يعد تسنين الأطفال من أبرز مراحل النمو التي يمر بها الطفل الرضيع، وتعد هذه الفترة من أكثر الفترات المرهقة والمتعبة لكل من الطفل ووالديه. إذ يُعتبر التسنين عملية طبيعية تحدث عندما تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور من اللثة، وهي العملية التي تحدث عادةً في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، على الرغم من أن توقيت بدء التسنين قد يختلف من طفل لآخر.
مراحل التسنين
تبدأ الأسنان اللبنية عادةً في الظهور بين عمر الستة أشهر إلى العام الأول من حياة الطفل. ولكن هناك اختلافات فردية من طفل لآخر في توقيت بداية التسنين. تختلف هذه العملية من طفل لآخر في سرعتها وحدتها، ولكن من المهم معرفة أن هذه المرحلة تشكل جزءًا من النمو الطبيعي للطفل.
عادةً ما تبدأ الأسنان الأمامية السفلية بالظهور أولاً، تليها الأسنان العلوية الأمامية، ثم الأسنان الجانبية العليا والسفلى، وفي النهاية، تظهر الأسنان الخلفية والأضراس. يمكن أن تستغرق العملية الكاملة للتسنين عدة سنوات، إذ قد تكتمل الأسنان اللبنية عادةً بحلول عمر ثلاث سنوات.
أعراض التسنين
تسبب عملية التسنين العديد من الأعراض التي قد تزعج الطفل وتجعل هذه المرحلة مليئة بالتحديات. تتفاوت شدة هذه الأعراض من طفل لآخر، لكن هناك بعض الأعراض المشتركة التي قد تظهر على معظم الأطفال، ومنها:
-
التهيج والبكاء المستمر: يشعر الطفل بعدم الراحة بسبب الألم الناتج عن ظهور الأسنان من خلال اللثة، مما يتسبب في تهيج الطفل وزيادة البكاء.
-
العض والمضغ: قد يزداد رغبة الطفل في العض أو المضغ على الأشياء كنوع من التخفيف من الألم الناتج عن التسنين.
-
تورم اللثة: قد تلاحظين أن لثة الطفل تصبح منتفخة ومتهيجة في المنطقة التي يظهر فيها السن.
-
زيادة إفراز اللعاب: تفرز الغدد اللعابية في فم الطفل المزيد من اللعاب خلال فترة التسنين، مما يؤدي إلى ظهور اللعاب بشكل ملحوظ.
-
التغييرات في الشهية: يعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو اضطرابات في الطعام بسبب الألم الناتج عن التسنين.
-
اضطرابات النوم: قد يشعر الطفل بصعوبة في النوم أو قد يستيقظ عدة مرات خلال الليل بسبب الألم الناتج عن التسنين.
-
ارتفاع درجة الحرارة: في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، لكن لا يعتبر التسنين عادةً سببًا لحمى شديدة.
-
الإسهال: بعض الأطفال قد يعانون من تغيرات في الجهاز الهضمي خلال فترة التسنين، مثل الإسهال الخفيف.
كيفية تخفيف الألم المرتبط بالتسنين
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والانزعاج الناتج عن التسنين عند الأطفال. من بين هذه الطرق:
-
الألعاب الخاصة بالتسنين: هناك العديد من الألعاب المصممة خصيصًا للأطفال الذين يعانون من التسنين. هذه الألعاب غالبًا ما تكون مصنوعة من مواد آمنة وقابلة للعض، وتساعد في تخفيف الضغط على اللثة. يُفضل تبريدها في الثلاجة قبل إعطائها للطفل لتوفير تخفيف إضافي.
-
استخدام الجل المخصص للتسنين: يتوفر في الأسواق العديد من أنواع الجل المخصص لتخفيف آلام التسنين، والذي يمكن تطبيقه مباشرة على اللثة. يجب التأكد من أن الجل لا يحتوي على مواد قد تكون ضارة بالطفل.
-
التدليك اللطيف للثة: يمكن استخدام إصبع نظيف أو شاش مبلل بالماء الدافئ لتدليك لثة الطفل بلطف. هذا يساعد في تخفيف الألم ويشعر الطفل بالراحة.
-
الراحة والتقليل من التوتر: في بعض الأحيان، يكون الطفل بحاجة إلى مزيد من الراحة والمساعدة في التهدئة. يمكن محاولة إطعامه الحليب أو حمله بين يديك لإعطائه الشعور بالأمان.
-
الطعام المثلج: في بعض الأحيان، قد يجد الأطفال الراحة في تناول الطعام المثلج أو المكعبات الصغيرة من الفاكهة المجمدة، مثل التفاح أو الموز. يمكن استخدام أكياس خاصة تحتوي على الفاكهة المجمدة ليقوم الطفل بمضغها بلطف.
التغذية خلال فترة التسنين
في فترة التسنين، قد يواجه الأطفال صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو تناول الطعام الصلب بسبب الألم في اللثة. يمكن أن يؤثر هذا على التغذية اليومية للطفل. لكن من المهم أن يستمر الطفل في الحصول على التغذية المناسبة لضمان نموه بشكل سليم.
إذا كان الطفل يرفض الرضاعة الطبيعية أو الزجاجة، يمكن التفكير في تقديم الحليب باستخدام كوب بدلاً من الزجاجة. كما يمكن تحضير بعض الوجبات اللينة والمناسبة للأطفال، مثل الحساء المهروس أو الفواكه المهروسة، التي يمكن أن تكون أكثر راحة للطفل أثناء فترة التسنين.
متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أن التسنين يعد جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب استشارة الطبيب. إذا كان الطفل يعاني من حمى شديدة أو إسهال مستمر أو تورم غير طبيعي في اللثة، فقد تكون هذه علامات على وجود مشكلة صحية أخرى تحتاج إلى تقييم من قبل الطبيب.
كما يجب استشارة الطبيب إذا كان التسنين يسبب ألمًا مفرطًا للطفل ولم تستجب الأساليب المعتادة للتخفيف. في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب الأمر تدخل طبي لتخفيف الألم أو معالجة المشاكل المتعلقة بالتسنين.
التسنين والعناية بالأسنان
من المهم العناية بأسنان الطفل منذ بداية ظهورها. على الرغم من أن الأسنان اللبنية ستسقط في النهاية ليحل محلها الأسنان الدائمة، إلا أن الحفاظ على صحة هذه الأسنان أمر بالغ الأهمية. يمكن تنظيف أسنان الطفل باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومياه دافئة، وفي وقت لاحق يمكن استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلوريد عند بلوغ الطفل سن الثانية.
علاوة على ذلك، يجب تجنب إعطاء الطفل زجاجات الحليب أو العصير لفترات طويلة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسوس الأسنان اللبنية.
خاتمة
تعد فترة التسنين جزءًا من النمو الطبيعي للطفل، على الرغم من أنها قد تكون محطّة صعبة ومؤلمة للطفل والوالدين. من خلال مراقبة الأعراض وتوفير الراحة والدعم المناسبين، يمكن أن تجعل هذه المرحلة أكثر تحملًا. تذكر أن كل طفل يختلف في كيفية تعامله مع التسنين، لذا من المهم أن تكوني صبورة وتقدمي الدعم والحب خلال هذه الفترة المهمة في حياته.
