في هذا الكتاب الرائع بعنوان “القطاع العام والقطاع الخاص في الوطن العربي”، يأخذنا الكتّاب في رحلة عقلانية ممتعة تستكشف التفاعل المعقد بين القطاعين العام والخاص في سياق الوطن العربي. تتجلى الندوة الفكرية التي جمعت ألمع العقول في هذا الميدان في تحليل عميق للعلاقة بين هاتين الكيانين الاقتصاديين الحيويين.
بتنظيم ومحتوى يمتد على 936 صفحة من العلم والفهم، يقوم الكتاب بفحص تأثير القطاع العام والقطاع الخاص على التنمية والاقتصاد في المنطقة العربية. يتناول الكتّاب تفاصيل غاية في الأهمية حول كيفية تشكيل هذين القطاعين لمسار التنمية في الوطن العربي.
يتميز الكتاب بتوجيه الأضواء نحو مجموعة متنوعة من القضايا، بدءًا من السياسات الحكومية وصولاً إلى تأثير الابتكار وريادة الأعمال في القطاع الخاص. كما يتناول النقاش حول تحديات الإعلام والصحافة في ظل هذا السياق، حيث تأخذ الندوة القراء في رحلة استكشافية داخل عوالم تتداخل فيها السياسة والاقتصاد والإعلام بشكل لا يمكن تجزئته.
تأتي هذه الندوة الفكرية في سياق مؤسسها، حيث يشكل مركز دراسات العالم الإسلامي البيئة المثلى لتفكيك وتحليل التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي. إن هذا المركز يقدم منصة مثالية لجمع العقول المبدعة وتبادل الأفكار الرائدة في سبيل فهم أعماق الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
ومع تسليط الضوء على الصحافة والإعلام في فئة خاصة تخص الندوات والمؤتمرات، يركز الكتاب على دور الإعلام في تشكيل رؤية المجتمع للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، مما يضفي على القارئ فهماً عميقاً حول كيف يتفاعل الجمهور مع هذه القضايا الحيوية.
تتجلى قيمة هذا الكتاب في محتواه الغني والفريد الذي يسلط الضوء على تفاصيل تحليلية واقعية للتحولات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي، مما يجعله لا غنى عنه لكل من يرغب في فهم العلاقة المعقدة بين القطاعين العام والخاص في هذا السياق الحيوي.