كتاب “التاج الملطخ: الأميرة ديانا وبيت وندسور” الذي ألفه أنتوني هولدن، يقدم تحليلاً معمقاً للأحداث التي أثرت على العائلة الملكية البريطانية، خاصةً ما يتعلق بالمشاكل الزوجية بين الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وهي مشاكل تابعها العالم بشغف واهتمام كبيرين. يشير الكتاب إلى أن هذه الأحداث ليست سوى مثال جديد على تراجع مكانة العائلة الملكية، وهو تراجع بدأ منذ تنازل الملك إدوارد السابع عن العرش في عام 1936.
أنتوني هولدن، الذي يعد من أبرز المعلقين على شؤون العائلة الملكية في بريطانيا لأكثر من عقد من الزمان، يمتلك خبرة واسعة ورؤية نقدية حادة تؤهله لتسليط الضوء على عملية التفكك التي تمر بها العائلة الملكية. حيث نُشرت سيرته الذاتية الأكثر مبيعاً عن الأمير تشارلز في عام 1988، وقد حظيت بتقدير وجدل واسع، ووصفتها صحيفة “ذا تايمز” في لندن بأنها “السيرة الذاتية الحاسمة”. وقد أثبتت الأحداث اللاحقة صحة توقعات هولدن بشكل ملحوظ.
في هذا الكتاب، يستعرض هولدن أحداث وتطورات حاسمة، مثل بدء الملكة في دفع الضرائب، والنظرة السلبية للعديد من البريطانيين الذين يرون ثروة العائلة الملكية مبالغ فيها مقارنة بالظروف الاقتصادية الراهنة. كما يناقش تداعيات انفصال الأمير تشارلز عن زوجته الشعبية، الأميرة ديانا، وكيف أن التسريبات المحرجة لمحادثاته الهاتفية قد عرضت فرصته في تولي العرش للخطر.
يقوم هولدن أيضًا بتحليل فشل أربعة زيجات ملكية أخرى بجانب زيجة تشارلز وديانا، وهي زيجات الأميرة مارغريت، والأمير أندرو، والأميرة آن. ويُلقي الضوء على العلاقات بين أفراد العائلة الملكية وأزواجهم، مقدمًا بذلك نظرة جديدة على تعقيدات هذه العلاقات.
من الجوانب الأخرى التي يتناولها الكتاب، دور المؤسسات البريطانية المختلفة، من الصحافة إلى داونينج ستريت، في التأثير على العائلة الملكية، ويستشرف هولدن المستقبل في القرن الحادي والعشرين، متسائلاً إن كان تشارلز سيتخلى عن مكانته لصالح ابنه ويليام، أو هل ستتحول بريطانيا إلى جمهورية بها رئيس منتخب.
في خاتمة الكتاب، يجادل هولدن بأن العائلة الملكية البريطانية بحاجة إلى التغيير لتتمكن من البقاء والاستمرار بعد نهاية عهد الملكة الحالية. كما يقترح الانتقال من البهاء الملكي الإمبراطوري إلى نمط أكثر تواضعًا يشبه ملوك الدراجات في إسكندنافيا.
بهذا، يقدم أنتوني هولدن مساهمة حاسمة وموضوعية في النقاش العالمي حول مستقبل العائلة الملكية البريطانية، مستندًا إلى تحليلات دقيقة ومعلومات موثقة تظهر عمق فهمه وخبرته في الشؤون الملكية.