في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “الأبراج؛ حديث النجوم والأبراج لكل شخص”، يقدم الكاتب زولار رحلة مذهلة في عالم علم التنجيم، الذي يعد امتدادًا لعلمين هما علم الفلك وعلم نشوء التطابق. يتناول الجانب الفلكي من خلال استعراض شمسنا وقمرنا وكواكبنا، فضلاً عن النجوم التي تضيء سماء الليل ببريقها الساحر.
وبتأمل عميق في صفحات هذا الكتاب، نجد أن الجزء الآخر يتناول التأثير الروحي والفيزيائي للأجسام الفلكية على الأرض وجسم الإنسان. يبرز الكتاب أهمية الجسد كآلة حساسة ومتجاوبة مع الأصوات السماوية، حيث يصفه بأنه سمفونية تعزف لحنًا متناغمًا في أوبرا الكون.
تتميز هذه العمل الأدبي بشموليته وتحليله الشامل لجوانب عديدة من الموضوع، إذ يقدم دراسة مفصلة لكل برج على حدة. يحدد الكاتب صفات وميزات كل برج، مسلطًا الضوء على علاقته بالأبراج الأخرى. وليس ذلك فقط، بل يمتد تحليله ليشمل دراسة المواليد في كل يوم من أيام البرج، مستعرضًا العوامل المؤثرة في هذه الشخصيات المميزة.
يعتبر هذا الكتاب الأشمل في مجاله، إذ يقدم للقارئ معلومات مفصلة وفريدة، مغمورة بطابع فلكي وروحاني يجمع بين العلم والفن. يبلور زولار في صفحاته فهمًا شاملاً للعلاقة الفريدة بين الإنسان والكواكب، مما يثري المعرفة حول هذا المجال الغامض والمثير. يمتد الكتاب على 272 صفحة، وقد رأى النور في عام 2018 على يد دار النشر الرائعة “نور للنشر”، ويأتي بغلاف ورقي يضفي جاذبية إضافية على مظهره.
في ختام هذه الرحلة الأدبية والفلكية، يتبادر إلى الذهن مدى قيمة هذا الكتاب في إثراء المكتبة العربية بمحتوى فريد وقيم، حيث يمتع القارئ بتفاصيله الشيقة ويفتح أفقًا جديدًا في عالم الأبراج وعلم التنجيم.