يتناول كتاب “أسلمة المنطق: الأورغانون الأرسطي بين يدي الغزالي” للكاتب عبد الكريم عنيات موضوعًا فلسفيًا معقدًا يتعلق بتفاعل الفكر الغزالي مع منطق أرسطو. يسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى استكشاف وتحليل موقف الغزالي من منطق أرسطو بشكل تفصيلي وعميق، حيث يطرح مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تفتح نافذة على تلك العلاقة المعقدة.
من خلال تساؤلاته، ينحت المؤلف مسارًا فلسفيًا متشعبًا يستكشف فيه مدى التناغم والتناسق بين موقف الغزالي من منطق أرسطو وبين الخيط العام لفلسفته. يتساءل المؤلف عما إذا كان موقف الغزالي تجاه منطق أرسطو متماشيًا مع مسار فكره الشامل أم إنه يمثل انحرافًا عنه. يتناول الكتاب أيضًا استقصاء مدى انعكاس موقف الغزالي تجاه منطق أرسطو على فهمه الشامل للفلسفة وعلى أفكاره الفلسفية الأخرى.
من الواضح أن الكتاب يقدم تحليلًا دقيقًا ومعمقًا لهذه العلاقة الفلسفية المعقدة، ويسلط الضوء على تفاصيلها وتعقيداتها بطريقة تسلسلية ومنهجية. كما يبرز الكتاب أهمية فهم مواقف الفلاسفة التاريخية في سياقاتها الفكرية الخاصة، ويقدم رؤية مثيرة للجدل حول تفسيرات موقف الغزالي من منطق أرسطو.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح الكتاب للقارئ فرصة لاستكشاف التباينات والتشابهات بين فلسفتي الغزالي وأرسطو، مما يسهم في إثراء النقاش الفلسفي وتعميق الفهم لمسارات التفكير الفلسفي في تلك الفترة التاريخية المهمة.