“الفوز في العمل دون خسارة الحب” هو كتاب من تأليف ستيفن أرتربيرن، الذي يركز على تحقيق التوازن المثالي بين الحياة المهنية والحياة الشخصية. في هذا الكتاب، يستهدف أرتربيرن القراء الذين يعانون من صعوبة في موازنة مسؤولياتهم المهنية مع حياتهم العائلية، وهو تحدي يواجه الكثير من الأفراد في العصر الحديث حيث يمكن أن تؤدي الضغوطات المهنية إلى إهمال العلاقات الشخصية والعائلية.
يشير أرتربيرن، وهو المؤسس المشارك لعيادات Minirth Meier New Life، إلى أن الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة ليس مجرد أمر مستحب بل هو ضروري للحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة. في الكتاب، يكشف أرتربيرن عن عشر رؤى مبتكرة لمساعدة الأفراد على اكتساب والحفاظ على توازن يغذي حياتهم. هذه الرؤى لا تتعلق فقط بالتخطيط اليومي وإدارة الوقت، بل تمتد إلى استراتيجيات أعمق تهدف إلى تغيير طريقة التفكير والتعامل مع الضغوطات اليومية.
يركز أرتربيرن على ثماني مخاطر رئيسية قد تواجه أي شخص يسعى إلى تحقيق هذا التوازن. هذه المخاطر تشمل الانشغال المفرط بالعمل، وتجاهل الاحتياجات العائلية، وعدم القدرة على فصل الحياة المهنية عن الحياة الشخصية. ويقدم أرتربيرن حلولاً عملية لكل من هذه المخاطر، موضحاً كيف يمكن للأفراد التغلب عليها من خلال تعديل سلوكياتهم وتبني عادات جديدة تساعد في تحقيق التوازن المرجو.
الكتاب يتميز بأسلوبه المباشر والبسيط، مما يجعله متاحاً لفئات واسعة من القراء. بالإضافة إلى ذلك، يعرض أرتربيرن نصائح قابلة للتطبيق تساعد على تعزيز العلاقات الأسرية والحفاظ على رفاهية الفرد في بيئة العمل. يناقش الكتاب أيضاً كيف يمكن للنجاح في العمل أن يكون مصدراً للسعادة إذا تم تحقيقه بشكل لا يتعارض مع الحياة الشخصية.
يندرج هذا الكتاب ضمن فئة الأعمال والاقتصاد، ولكنه يتجاوز تلك الحدود ليقدم رؤية شاملة تشمل الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد. صدر الكتاب عن دار نشر توماس نيلسون في يناير من عام 1995، ويظل حتى اليوم مرجعاً هاماً لكل من يسعى لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
من خلال هذا الكتاب، يقدم أرتربيرن دليلًا عمليًا وليس مجرد نظريات أكاديمية، مما يجعله قراءة ضرورية لأي شخص يسعى لتحسين نوعية حياته على الصعيدين المهني والشخصي.