حادث تحطم الطائرة الذي وقع في 15 أبريل 2002 في بوسان، كوريا الجنوبية، يظل حادثًا مأساويًا يُذكر بتأثيره الكبير على عالم الطيران. وقد كانت الطائرة المعنية في هذا الحادث تابعة لشركة الطيران الصينية “Air China”، وكانت رحلتها رقم 129، متجهة من العاصمة الصينية بكين إلى بوسان. وكانت الطائرة من طراز بوينج B-767-200ER، وكانت تحمل رقم التسجيل B-2552 ورقم السيريال 23308/127.
تحطمت الطائرة على جبل في ظروف جوية صعبة، حيث كانت الضبابية، والرياح الشديدة، والأمطار تسببت في تعقيد عملية الهبوط على مطار كيمهاي. فكانت الرياح الجنوبية الشديدة تتطلب من الطائرة تنفيذ منعطف والتقدم نحو المدرج من الشمال. وفيما كانت الطائرة في محاولة للهبوط، فإنها انحرفت عن مسارها المخطط، واصطدمت بقمة جبل مولبونغ على بُعد حوالي 3 أميال شمال المدرج. وقد ارتطمت الطائرة بالأرض بعد أن ارتفعت وتحلقت ثلاث مرات، قبل أن تنفجر. وتعتبر هذه الكارثة الأولى لشركة Air China التي نجم عنها خسائر بشرية.
كانت أحد أسباب الحادث هو الأخطاء التشغيلية من قبل الطاقم الطائر، حيث لم يتمكن الطاقم من ضبط الطائرة بشكل صحيح في ظل تلك الظروف الجوية الصعبة. وكان هناك أيضًا نقص في خبرة الطيار في الهبوط في ظروف جوية سيئة، مما أثر سلبًا على قرارات الطاقم وتنفيذها خلال عملية الهبوط.
تجسد هذه الكارثة تحذيرًا مهمًا بشأن ضرورة تدريب الطواقم الطائرة على التعامل مع الظروف الجوية الصعبة واتخاذ القرارات السليمة في مثل هذه الظروف، كما تؤكد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة الرحلات الجوية في كل الأوقات.