في ساحة الأدب العربي، يتلألأ كتاب “حكايتي مع رأس مقطوع” كمصدر أدبي استثنائي يأخذنا في رحلة مثيرة وصادمة عبر سطورها المشحونة بالواقع الأليم الذي يعيشه الكاتب تحسين كرمياني في بلدته جلبلاء بالعراق. تعكس هذه الرواية الأدبية القوة الفائقة للكتابة في تسليط الضوء على جوانب مظلمة من الحياة، وتقدم للقارئ رؤية عميقة ومؤثرة حول التحديات التي تواجهها المجتمعات.
تنقلنا القصة إلى عالم شاب يتسكع في محاولة لتحرير جسده من طوفان شهوته، وهنا يظهر التناقض بين الرغبات الفردية وواقع يتخذ منه فئة مسلحة مبررًا لقطع رأسه بزعم التلصص. تتجلى قوة السرد في رسم لوحة واقعية ومثيرة للتأمل حيث يتداخل الفرد والمجتمع في مشهد درامي يتسم بالتشويق والتعقيد.
على صعيد الأسلوب الأدبي، يتميز تحسين كرمياني بلغته السردية الفذة، حيث ينسج الكلمات ببراعة ليخلق أجواءً تحيط بالقارئ وتجبره على التأمل في عمق القصة ومعانيها. يتسارع النص بين الفصول، مما يثير فضول القارئ ويحفزه على استكشاف تفاصيل الأحداث والشخصيات التي تشكل النسيج الروائي لهذه الحكاية المثيرة.
تأتي الرواية بصفحات محدودة، حيث تمتد لتشكل 144 صفحة، ولكنها تحمل في طياتها غنى متنوع من التجارب الإنسانية والتفاصيل الواقعية التي تجعلها تتألق في ساحة الأدب والخيال. يظهر العنوان الفاتن “حكايتي مع رأس مقطوع” كوحدة فنية تعكس قدرة الكاتب على استخدام اللغة بشكل متقن لنقل تجربة استثنائية وفريدة.
تعكس معلومات الكتاب، مثل سنة النشر والناشر (المؤسسة العربية للدراسات والنشر)، تكامل العمل الأدبي والاهتمام الذي أولاه الكاتب لجعل هذه الرواية جزءًا من الميراث الأدبي. يظهر غلاف الكتاب الورقي الذي يحمل توقيع الفنان بأنه ليس مجرد عمل أدبي، بل فعلاً فنياً يجمع بين الكلمات والصور ليروي حكاية تثير التأمل والتساؤل في آن واحد.
في فئة الأدب والخيال، تتألق الرواية كمصدر لا يُغفل، حيث تستحضر تحسين كرمياني مهاراته الكتابية لتقديم رواية تتجاوز حدود الخيال لتلامس واقعاً قاسياً ويحفز القارئ على التفكير العميق في قضايا الحياة والموت والإنسانية.