أدنى 10 دول في سنوات الرضا على مستوى العالم (2023)
في السنوات الأخيرة، أصبح قياس مستويات الرضا العام عن الحياة من المؤشرات الأساسية التي تُستخدم لفهم رفاهية الشعوب. وتستند هذه القياسات إلى استطلاعات للرأي تسعى إلى قياس رضا الأفراد عن حياتهم، والذي يعكس مستوى السعادة وجودة الحياة في مختلف دول العالم. واحدة من أبرز الدراسات التي تقيس ذلك هي “مؤشر الرضا عن الحياة العالمي” الذي يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي يعكس، بناءً على استطلاعات رَأي عالمية، تجارب الناس في جميع أنحاء العالم. لكن رغم التقدم الكبير الذي حققته بعض الدول في هذا المجال، لا تزال هناك دول أخرى تعاني من تدني مستوى الرضا العام. هذا المقال يستعرض عشرة من الدول التي سجلت أدنى مستويات الرضا في عام 2023.
1. أفغانستان:
أفغانستان، التي لطالما عانت من الحروب والصراعات السياسية، هي واحدة من الدول التي سجلت أدنى مستويات الرضا عن الحياة في عام 2023. تأثير الحروب المستمرة والظروف الاقتصادية الصعبة جعلت معظم سكانها يعيشون في حالة من القلق واليأس. كما أن قلة فرص العمل وتدهور الأوضاع الصحية والتعليمية لا تساعد على تحسين الوضع.
على الرغم من الجهود الإنسانية الدولية لتقديم الدعم، فإن الوضع الأمني الضعيف وتراجع حقوق المرأة وغياب العدالة الاجتماعية يعزز من حالة السخط وعدم الرضا عن الحياة في هذه الدولة.
2. جنوب السودان:
على الرغم من اكتساب استقلاله عن السودان في عام 2011، إلا أن جنوب السودان لا يزال يعاني من نزاعات مستمرة ونقص حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية. تواجه البلاد تحديات ضخمة في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، كما أن القتال الداخلي بين الفصائل السياسية والعرقية قد أسهم في تدمير الكثير من البنية التحتية.
التفشي الكبير للأوبئة، مثل الملاريا والكوليرا، ونقص الغذاء أدى إلى تدهور مستوى حياة السكان، وهو ما ينعكس بوضوح على مستوى الرضا عن الحياة.
3. تشاد:
تشاد، التي تُعد واحدة من أفقر دول العالم، تعاني من ضعف شديد في الأمن، وخاصة في مناطق الحدود التي تشهد نزاعات مستمرة. تدهور الأوضاع الاقتصادية وصعوبة الحصول على التعليم والرعاية الصحية لا تساهم في تعزيز الشعور بالرضا لدى المواطنين.
كما أن حكومة تشاد تواجه تحديات كبيرة في تحسين خدماتها الأساسية، مما يؤدي إلى توتر اجتماعي وانتشار الفقر. قلة الفرص وارتفاع معدلات البطالة جعلت من تشاد واحدة من الدول التي لا يشعر سكانها بالرضا عن حياتهم.
4. سوريا:
سوريا، التي كانت في يوم من الأيام واحدة من أقدم الحضارات في العالم، أصبحت اليوم ساحة صراع مدمرة استمرت لعقد من الزمن. بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011، تدهور الوضع الاقتصادي بشكل حاد وأصبح الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية صعبًا. الملايين من السوريين يعيشون في مخيمات اللاجئين أو في ظروف غير مستقرة داخل البلاد.
وبالرغم من الدعم الدولي والإغاثة الإنسانية، فإن الوضع الأمني والسياسي لا يزال هشًا، مما يسهم في انخفاض مستوى الرضا عن الحياة في هذا البلد.
5. اليمن:
اليمن هو الآخر من البلدان التي تتأثر بشكل كبير بالصراع المستمر والحصار الاقتصادي. الحرب الأهلية في اليمن أسفرت عن وفاة العديد من الأشخاص وتدمير البنية التحتية للبلاد، مما جعل الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية أمرًا شبه مستحيل.
العديد من العائلات تعيش في حالة من الفقر المدقع بسبب الانقطاع المستمر للإمدادات الغذائية والدوائية. هذا الواقع الصعب يساهم في تدني مستوى الرضا العام عن الحياة.
6. النيجر:
النيجر، واحدة من أفقر دول غرب أفريقيا، يعاني سكانها من مستويات معيشية متدنية للغاية. التحديات المرتبطة بالمناخ، مثل التصحر والجفاف، تجعل الزراعة، وهي المصدر الرئيسي للدخل، صعبة للغاية. إضافة إلى ذلك، يشهد البلد معدلات عالية من البطالة والأمية، مما يؤثر بشكل سلبي على حياة مواطنيه.
الظروف الاقتصادية والسياسية الضعيفة، بالإضافة إلى ضعف الخدمات الحكومية، تساهم في انخفاض مستوى الرضا عن الحياة في النيجر.
7. مالي:
مالي في غرب أفريقيا، مثل العديد من جيرانها، يعاني من ارتفاع معدلات الفقر والتخلف الاقتصادي. الحرب التي اندلعت في عام 2012، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية التي تشهدها البلاد بشكل دوري، جعلت الأوضاع الأمنية والسياسية في مالي أكثر هشاشة.
العديد من الماليين يعيشون في ظروف قاسية، حيث يعانون من قلة التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأساسية. كما أن النزاعات الإثنية والدينية تساهم في خلق بيئة من الاضطراب وعدم الاستقرار، مما يؤثر على مستوى الرضا العام في البلاد.
8. المدغشقر:
المدغشقر من الدول التي تعاني من ضعف في البنية التحتية وارتفاع معدلات الفقر. رغم جمال طبيعتها، إلا أن البلاد لا تزال تواجه تحديات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها. البطالة والفقر المزمن، إلى جانب الظروف المناخية القاسية، تعيق التقدم والتنمية.
العديد من سكان المدغشقر يواجهون صعوبة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة، وهو ما ينعكس في مستوى الرضا عن الحياة.
9. موريتانيا:
موريتانيا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة لعوامل جغرافية ومناخية، حيث يتسم جزء كبير من أراضيها بالصحراء، مما يصعب الزراعة والإنتاج المحلي. من جهة أخرى، يواجه السكان نقصًا في الخدمات الصحية والتعليمية، حيث تسجل موريتانيا معدلات أمية مرتفعة.
الاقتصاد الضعيف والتوزيع غير العادل للثروات يساهم في خلق بيئة اجتماعية غير مستقرة، مما ينعكس سلبًا على رضا المواطنين عن حياتهم.
10. السودان:
السودان، الذي مر بثورات وصراعات دامت عقودًا، يعاني من تدني مستوى المعيشة بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية. انخفاض قيمة العملة السودانية، إلى جانب ارتفاع التضخم، جعل من الصعب على الكثير من السودانيين تأمين احتياجاتهم الأساسية.
الحروب الداخلية والنزاعات العرقية تجعل الوضع أكثر تعقيدًا، حيث يواجه المواطنين تحديات جمة في مجالات التعليم والصحة. هذا الوضع الاقتصادي والسياسي المتأزم يساهم في انخفاض مستوى الرضا العام في البلاد.
خاتمة:
تعكس هذه الدول العشر التي تعاني من أدنى مستويات الرضا عن الحياة في عام 2023، واقعًا مريرًا من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من الواضح أن العوامل الأمنية والاقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على نوعية حياة السكان. فمع تحسن هذه الظروف، من المحتمل أن يتمكن المواطنون في هذه البلدان من تحسين مستوى رضاهم عن الحياة.
