تتناغم أحداث رواية “تانغو الياسمين” ببراعة فائقة مع أجواء احتفالية تلون شوارع بناسة “الياسمين” استعدادًا لاستقبال عيدي الميلاد ورأس السنة. يطغى على المشهد الأضواء الساطعة والزينة الفاتنة، حيث تتألق واجهات المحال التجارية وتزين مداخل الأبنية بلمسات ساحرة. يعكس هذا التحضير الفاخر ترتيبات الاحتفال الفريدة التي تمتزج فيها الألوان والأنوار لتخلق أجواء ساحرة تملأ القلوب بالبهجة.
تأتي الأحداث في سياق مليء بالتوقعات والمفاجآت، حيث يشهد الوسط الحضري تغييرات سريعة ومثيرة. تلتقط الرواية ببراعة لحظات التغير الجوي السريع، فتصف تبدلات برودة الجو والأمطار المتقطعة التي تلعب دورًا مهمًا في نسج الأحداث. الشوارع تتلألأ ببهجة الموسم، والقراء يجدون أنفسهم يتنقلون بين لحظات من الدفء العائلي وسحر اللحظات الانتقالية.
تبرز عبقرية جورج أبو زيد في رسم شخصيات متنوعة تعكس جوانب مختلفة من المجتمع المحلي. يُبرز الكاتب براعته في توظيف لغة سلسة ووصف دقيق ليضفي على الرواية طابعًا واقعيًا. يستخدم الكاتب تقنيات السرد بمهارة ليضفي على القصة طابعًا دراميًا يتناغم مع جمال الزمان والمكان.
تتميز هذه الرواية بعمقها وتعدد الأبعاد، حيث تقدم نظرة شاملة عن الحياة في بناسة “الياسمين” خلال فترة الاحتفالات. تتحد الأحداث معًا في لوحة فنية تستحضر الضحك والبكاء، وتحمل الرواية رسالة عن العائلة والطفولة.
تأخذ القراء في رحلة مثيرة عبر صفحات هذا العمل الأدبي، حيث يتنقلون بين الأحداث المتلاحقة ويعيشون تجارب الشخصيات بكل اندماج. إن “تانغو الياسمين” ليس مجرد كتاب، بل هو تجربة أدبية مثيرة تأسر الألباب وتحمل في طياتها ثراءً فكريًا وإحساسيًا يميزها في عالم أدب الأطفال والأسرة.