في كتابه الذي يحمل عنوان “تاريخ اليهود في الأندلس 422 – 539هـ / 1030 – 1141م”، يقدم الكاتب محمد ولد أن دراسة تاريخية شاملة تسلط الضوء على مسار اليهود في الأندلس خلال الفترة الممتدة بين عامي 422هـ إلى 539هـ، أي من العام 1030م إلى 1141م. يتخذ الكتاب نهجًا مفصلًا ومنهجيًا في فحص وتحليل دور اليهود ومساهمتهم في بناء وتشكيل المجتمع الأندلسي في تلك الفترة الزمنية الهامة.
تتميز دراسة الكاتب بالعمق والتفصيل، حيث يفصل الحديث بشكل دقيق عن المكونات الرئيسية للمجتمع الأندلسي، مسلطًا الضوء على اليهود وتنظيماتهم الإدارية والدينية. يتناول الكتاب أيضًا الوظائف الإدارية والسياسية التي شغلها اليهود في الأندلس، مما يسلط الضوء على دورهم الفعّال في الحياة الإدارية والسياسية لتلك الحقبة.
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، يقدم الكتاب تحليلاً عميقًا لحياة اليهود في الأندلس خلال الفترة المذكورة، مشيرًا إلى تفاعلهم مع البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المحلي.
تأخذ الدراسة الثقافية مساحة هامة في صفحات الكتاب، حيث يقدم الكاتب رؤية شاملة حول حياة اليهود وتأثيرهم الثقافي في الأندلس. يركز الكتاب على التفاعل الثقافي بين اليهود وبين المكونات الأخرى للمجتمع الأندلسي، مما يسلط الضوء على التبادل الثقافي الغني والمثمر في تلك الحقبة.
تتألف الدراسة من 184 صفحة، وقد رأى النور في عام 2018 بفضل دار الكتب العلمية التي تعتبر الناشر الرسمي لهذا العمل الرائع. يظهر الكتاب بغلاف ورقي فاخر، مما يضفي له لمسة جمالية تتناغم مع أهمية وقيمة المحتوى الذي يحمله.
في إجمال، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لفهم التاريخ اليهودي في الأندلس خلال الفترة المحددة، حيث يقدم تحليلًا عميقًا وشاملاً يسلط الضوء على الجوانب المتعددة لحياة اليهود وتأثيرهم البارز في تشكيل المجتمع الأندلسي.