في هذا الكتاب الممتع والمثير بعنوان “تاريخ الزبير والبصرة”، يأخذنا الكاتب عبد الله الغملاس في رحلة عبر الزمن، حيث يقدم لنا نظرة شاملة وعميقة في تسجيل الأحداث الهامة التي جسدت تاريخ مدينة الزبير ومحافظة البصرة. يبرز الكتاب بشكل فريد بدايةً بعدم وجود مقدمة تعريفية أو خاتمة، مما يمنحه لمسة فريدة وغير تقليدية في هيكله.
بأسلوب يتسم بالسلاسة والعمق، يبدأ الكاتب فجأة في سرد الأحداث التاريخية، دون التقيد بالصيغ المعتادة للكتب المشابهة. يسرد الأحداث بأسلوب جذاب يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش تلك اللحظات التاريخية بشكل مباشر. يمتزج الواقع بالسرد السردي بطريقة تثير الفضول وتجعل القارئ يندمج تمامًا في صفحات الكتاب.
على الرغم من غياب مقدمة تعريفية، إلا أن القارئ يجد نفسه يتبع بشغف الأحداث ويستمتع بالروح الفريدة للكتاب. يتوقع القارئ بلا شك أن يكون هناك سبب وراء هذا التصميم الفريد، ربما لأن المؤلف لم يكن يهدف إلى إخراج الكتاب بترتيب تقليدي، مما يضيف للعمل جوًا من التشويق والغموض.
تأتي صفحات هذا الكتاب بمجموعها 236 صفحة، مما يمنح الكاتب مساحة كافية لاستكشاف وتوثيق التفاصيل والأحداث بشكل شامل. يعكس الكتاب تاريخًا غنيًا ومعقدًا، ويوفر للقارئ فرصة فريدة لفهم السياق السياسي والاجتماعي في المنطقة.
“تاريخ الزبير والبصرة”، الذي نشر في عام 2011 على يد دار دجلة ناشرون وموزعون، يأتي بغلاف كرتوني يعكس رونقًا فنيًا يليق بأهمية المحتوى. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع العلوم السياسية، حيث يقدم مساهمة قيمة ومتكاملة في هذا المجال.
باختصار، يعتبر هذا الكتاب مصدرًا غنيًا بالمعلومات، يجمع بين الروح السردية والجدية التاريخية، ويوفر للقارئ فرصة استثنائية لاستكشاف تفاصيل تاريخية هامة في إحدى أبرز المناطق الجغرافية والثقافية.