“لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن؟” هو عمل استثنائي يرتكز على منهجية علمية فريدة من نوعها تُعرف بنظرية الواقع المعاكس، والتي تتيح استكشاف السيناريوهات المحتملة لوقوع حوادث تاريخية مختلفة. يأخذنا الكاتب شاكر النابلسي في رحلة فكرية مدهشة، حيث يستكشف ما إذا كان الإسلام لم يظهر في الوقت المناسب، وما سيكون تأثير ذلك على العالم العربي.
تتكون الدراسة من ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث الدينية، الثقافية، السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية في العالم العربي، لو لم يظهر الإسلام في الفترة التاريخية المناسبة. يقدم النابلسي هذه السيناريوهات بشكل متسلسل ومنطقي، مستندًا إلى بناء علمي دقيق وتحليل تاريخي عميق للفترة التي تزامنت مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي.
من خلال الاستناد إلى نظرية الواقع المعاكس، يعرض النابلسي ما قد يكون النتيجة إذا لم يتبع العرب الإسلام، سواء بقوا وثنيين، أو تبنوا الديانة الحنيفية، أو اعتنقوا اليهودية أو المسيحية. هذا التحليل العميق يوفر رؤية مثيرة ومفيدة لفهم تأثير الإسلام على تشكيل الهوية والثقافة والسياسة في العالم العربي والإسلامي.
بوجود 384 صفحة، يمتد هذا العمل الممتع للقراءة عبر فترات زمنية متعددة وسياقات متنوعة، مما يجعله مصدرًا ثريًا للمعرفة والتفكير الفلسفي. ينشر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مما يعزز مصداقيته وأهميته في المجتمع العلمي والأكاديمي.
باختصار، “لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن؟” يعد إضافة قيمة للمكتبة العربية، ويثير الكثير من الأسئلة الفلسفية المهمة حول الدين والثقافة والهوية، مما يجعله قراءة ضرورية لكل من يهتم بفهم تطورات التاريخ وأثر الدين في شكل العالم العربي.