تأملات في تاريخ العالم الإسلامي: كتاب ‘ما الذي حدث؟’ لبرنارد لويس

في هذا العصر الذي عاشت فيه العالم الإسلامي لعدة قرون، كانت الإسلامية في صدارة الإنجاز البشري، حيث كانت القوة العسكرية والاقتصادية الرائدة في العالم، وقائدة في فنون وعلوم الحضارة. كانت أوروبا المسيحية، تلك الأرض البعيدة خارج حدودها الشمالية الغربية، تُلقى بظلالها كظلام خارجي من الهمجية والكفر، حيث لم يكن هناك شيء يُمكن التعلم منها أو مخافته.

ثم حدث كل شيء، حيث حققت الغرب المهمش سابقًا انتصاراً بعد انتصار، أولاً في ساحة المعركة والسوق، ثم في كل جانب تقريباً من جوانب الحياة العامة وحتى الخاصة. في هذا الكتاب المثير، يقوم برنارد لويس بفحص رد الفعل المؤلم للعالم الإسلامي حين حاول فهم سبب التغييرات – كيف تم تجاوزه، وكيف أظل في ظل الغرب وأصبح مهيمنًا إلى حد متزايد.

يقدم لويس صورة فاتنة لثقافة في حالة اضطراب. يُظهر كيف أن الشرق الأوسط تحول انتباهه نحو فهم التسليح الأوروبي وتكتيكاته العسكرية، والتجارة والصناعة، والحكومة والدبلوماسية، والتعليم والثقافة. يسلط لويس الضوء على الفروق الملحوظة بين الثقافتين الغربية والشرقية من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين من خلال مقارنات فكرية تثير التفكير في مسائل مثل المسيحية والإسلام، والموسيقى والفنون، ووضع المرأة، وعلمانية المجتمع المدني، والساعة والتقويم.

وقد أُشاد ببرنارد لويس في مراجعة كتابه هذا في صحيفة نيويورك تايمز بأنه “عميد دراسات الشرق الأوسط”، وهو أحد أبرز السلطات الغربية في تاريخ وثقافة الإسلام. في هذا الكتاب المميز، يقدم نظرة حادة على العلاقة التاريخية بين الشرق الأوسط وأوروبا.

الكتاب، الذي نشرته جامعة أكسفورد في ديسمبر عام 2001، يقدم معلومات غنية وشاملة حول التحولات التاريخية والثقافية في هذه المنطقة المعقدة.