في كتاب “الفسفساء والسجاد الشرقي” للمؤلف بشار حيدر، نجد أنفسنا أمام عمل فني استثنائي يجمع بين فن الفسيفساء وفنون الزخرفة الشرقية، حيث يبرز المؤلف براعته وإصراره في التعبير عن فنه الفريد باستخدام الأقلام الملونة fine marker. يتيح للقارئ الاطلاع على تصاميم مذهلة تحمل توقيع المؤلف، والتي يمكن تنفيذها بشكل مباشر في عمليات حياكة السجاد، سواء باستخدام أنواع النول أو بتقنيات الحياكة بالصنارة، وحتى بالحياكة بالإبرة لتكوين جوبلان وكانفا والحرائر.
تظهر تجربة المؤلف في رصف الفسيفساء بشكل حجري كمدرسة مميزة، حيث يمكن الاستفادة منها سواء بشكل تعليمي أو عملي. وعلى مدى عشرين عامًا من الخبرة، يقدم المؤلف نظرة متميزة حول العلاقة بين مادة الفسيفساء وفنون الزخرفة الشرقية، وكذلك الارتباط بين الفسيفساء وهندسة العمارة، والعلاقة بين الفسيفساء والخطوط العربية والشرقية والأوروبية.
التجربة الفريدة للمؤلف تبرز أهمية الخط العربي وتربطه بمادة الفسيفساء، مما يمثل خطوة جديرة بالاهتمام والتأمل من قبل القارئ والمهتمين بالفنون التقليدية. تقدم الصور المعززة في الكتاب دليلاً قوياً يمكن فحصه ودراسته بعناية، حيث توفر تفاصيل مذهلة حول التصاميم والتقنيات المستخدمة في عملية الحياكة والرصف بالفسيفساء.
يتألف الكتاب من 207 صفحة، ويتميز بغلاف عادي، مما يجعله قطعة أساسية في مكتبة عشاق الفنون، وبالتحديد في فئة الفنون والزخرفة، حيث يلبي فضول الباحثين والمهتمين بالتاريخ والفنون التقليدية. صدر هذا العمل الفني الرائع عن دار ابن كثير، دار القادري للطباعة والنشر والتوزيع، ويعتبر إضافة قيمة لمجموعة الكتب الفنية والحرفية المعاصرة.