في كتابه الرائع “الثقافة الأحوازية بين سلطة التراث وسلطة استعمار الدولة الإيرانية”، يأخذنا المؤلف محمود عبدالله في رحلة ممتعة ومعمّقة إلى عالم الثقافة في منطقة الأحواز العربية، التي تعتبر أرضًا ذات أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة والتي شهدت احتلالًا إيرانيًا يمتد لتقريبًا تسعين عامًا.
يتسلح المؤلف بخلفيته الثقافية والتاريخية كابن لتلك الأرض، وكعضو في كتيبة الأدباء والمثقفين، ليقدم للقارئ تحليلاً عميقًا لتأثير سلطة التراث وسلطة استعمار الدولة الإيرانية على الهوية الثقافية للأحواز. يتناول المؤلف ببراعة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتلك المنطقة، حيث يسلط الضوء على دورها كرئة اقتصادية لإيران.
تمتد صفحات هذا الكتاب الرائع على مدى 468 صفحة، مليئة بالتفاصيل والتحليلات العميقة، مما يجعلها مرجعًا ضروريًا للمهتمين بدراسة الثقافة والتاريخ والسياسة. صدر الكتاب في عام 2016 عن دار دجلة ناشرون وموزعون، ويأتي بغلاف كرتوني يعكس جودة المحتوى والاهتمام الذي وُضع في تقديمه.
يندرج هذا العمل تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا ضمن فرع العلوم السياسية، حيث يقدم للقارئ فهمًا شاملاً ومتعمقًا لتفاعل السلطة والتراث في سياق احتلال إيران لتلك الأرض.